بحق الإمام علي؛ أجيبوا
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
قبل أن تندفع بصبيانيتك لتقديم صورة مشوهة عن الهوية، وتقرر بعقد داعشي ما تعتقده منسجما والمشروع القرآني؛ تعال لأخبرك:
إن عظمة المسيرة القرآنية، التي جعلتها متميزة وفريدة وحية من بين كل المشاريع والحركات كانت ولاتزال في قدرتها على تقديم المفاهيم والقيم والمبادئ والأفكار والرؤى والمنطلقات مصحوبةً بشواهد ونماذج عملية، رأى الناس النهج كله حاضراً في حركتها وفعلها، قبل أن يسمعوه في كلماتها وخطاباتها، لذلك ليس بإمكان الذين صدوا ويصدون عن سبيل الله بمختلف مشاربهم ومقاماتهم ومجالات عملهم؛ صنع رموز وهمية، وتقديمها للمجتمع على أنها النماذج الكاملة، المعبرة أصدق تعبير عن التتلمذ في مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأن التقليد والتكلف والتصنع والتظاهر بالجندية في سبيل الله أمورٌ لن ينخدع بها كل مَن لم يشرب من نهر طالوت، واكتفى بالتشرب لما يقدمه له طالوت نفسه من الهدى والنور في كل المراحل والمنعطفات والمناسبات والأحداث والظروف والمستجدات، وكلما شرب من ذلك المعين ازداد تعطشاً وشوقاً ولهفة لنيل المزيد والمزيد.
فليفتش كلٌ منا عن نفسه قبل فوات الأوان، لكي يصلح ما فسد منها، ويجبر ما اعتراها من كسور وقصور بفعل ما تعرضت له من هزات وعوائق وعقبات ومنعرجات صنعتها الأهواء والمطامع والأنانيات، وسوغ للانسجام معها، والتصالح مع مخرجاتها؛ طولُ أمد السير، في ظل وجود قوي لنتاج الدم، الذي صعد بنا من وحل الاستضعاف إلى قمم وذرى المجد والعزة والتمكين مع ثورة 21 أيلول وبعدها، التي كانت ولاتزال بنت المسيرة وعمقها ولبها وكيانها وكونها وروحها وكينونتها.
وعليه نحن القاصرون المقصرون لا الثورة والمشروع، ونحن الجامدون المحدودون لا الثقافة التي نحملها ونتبناها، وندعي صدورنا عنها في كل ما نقول ونعتقد ونلتزم ونتبنى من قيم ومبادئ وأهداف ومواقف وأفعال واتجاهات، فلنعد صياغة أفكارنا، وبناء وتركيب وتكوين ذواتنا على هدى المشروع، ولنضبط أنفسنا بضوابط الوحي، ولنقس أفعالنا بمقاييس الرسول والرسالة وأعلام الهدى من أهل بيت النبي الأكرم صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين.
إننا بحاجة ماسة لثقافة المشروع الذي نحمله، ولكن ليس في المنابر والقنوات والصحف والإذاعات فحسب، بل في كل الساحات والميادين التي يوجد فيها عاملون، ومتحملون للمسؤولية، بحيث نستطيع أن نكتشف مكامن ضعفنا، ونتمكن من تشخيص طبيعة الأمراض التي تتهددنا، فنسارع لتقديم العلاج في الوقت المناسب، ونتفادى الوقوع في الحفر والمزالق التي يورثها التقصير والضعف.
فلنحرص على أن نعرض أنفسنا على القرآن كنهج وثقافة، لا وسيلة للاستعراض، ونحن لا نزال بعيدين عنه كل البعد!
وأخيراً بحق الإمام علي (ع) أجيبوا بصراحة:
هل نحن راضون عن أنفسنا؟ هل تحرينا العدل، وعملنا بمقتضاه، وحاربنا الظلم وجانبنا الوقوع في شركه وحبائله؟ هل أدينا حقوق الله إلى عباده، وعملنا كل ما بوسعنا لكي نحفظ للناس كراماتهم، ونحقق لهم حياةً كريمة ولو في حدها الأدنى؟

أترك تعليقاً

التعليقات