الصنائع الشيطانية
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
تتعدد وتتنوع الصنائع الشيطانية الموجودة بين الناس والساعية لإضلالهم والانحراف بهم عن سواء السبيل تبعاً لتعدد وتنوع واختلاف الساحات الإنسانية، من حيث الاختلاف في التصورات والوجهة والدوافع والأهداف والميول والاهتمامات والرغبات بين الجماعات والمجتمعات البشرية، سواءً على مستوى الدول بشكل عام أو على مستوى الدولة الواحدة بشكل خاص، ومن المعروف أن الدولة تقوم على أساس وجود شعب ما استطاع أن يتكامل أفراده مع بعضهم البعض فكونوا المجتمع الكبير الذي لا يخلو من وجود بذور في بنيته الفكرية والنفسية، هذه البذور هي التي تخلق داخل التركيبة الاجتماعية الواحدة وحدات كثيرة لكل واحدة من تلك الوحدات خصائص وسمات تمتاز بها عما سواها، فمتى ما انتظمت خطوات الجميع في نطاق حركة واحدة قائمة على أساس هدى الله سبحانه، كانت تلك البذور أساساً لتحقيق نهضة شاملة في كل مناحي الحياة، وعاملاً من عوامل تعزيز الوحدة وخلق فرص النمو والإبداع والقوة كدعائم ثابتة وراسخة يستند إليها التوجه العملي لبناء صروح الاستقلال والاستقرار، أما إذا تغيرت الوجهة وانحرفت الخطى عن صراط الباري جل في علاه، فستصبح تلك البذور مدعاةً للتفكك والتباغض والظلم والانحراف وصولاً إلى الانهيار التام والفشل الذريع والسقوط المدوي، كل ذلك كنتيجة طبيعية لتغير الأساس في الفكر والحركة والوجهة والهدف إذ الأساس في كل ذلك قد صار شيطانياً.
ولا بد من استيعاب الحقيقة الفكرية والقيمة الإيمانية التي تقول: إن الشيطان لا يكتفي بالتزيين والوسوسة لتحقيق أهدافه، بل إنه يصنع النماذج الكثيرة التي تتبنى ظاهراً عنواناً دينياً، ولا تقف بها الحال عند القول وإنما تحرص على تمثل ذلك في سلوكها الشخصي وتقوم به من خلال المداومة على العمل العبادي، فيحكم عليها كل مَن يراها بالصلاح والزهد والتقى، من هنا ينجذب الناس إليها، ويثقون بما تقدمه من أفكار ويتبنون ما تطلقه كذلك من مواقف، وبالتالي يذللون لها السبل لتحقيق أهدافها التي لم تتغير وإن تغيرت الواسطة لبلوغ الغاية المطلوبة لدى تلك الصنائع.
ولقد بدت في واقعنا الكثير من الممارسات التي تشهد بوجود هذه الصنائع الشيطانية، وخصوصاً بعد فشل كل المحاولات لقوى العدوان في منع اليمن من تعزيز أواصر المحبة والتعاون والوحدة بينه وبين كافة أبناء محور المقاومة والجهاد، إذ لم يستطع أن يخلق بكل دعاياته ووسائله أي نوع من الحواجز بين اليمنيين وإخوانهم في العقيدة والموقف والمصير المشترك، ولا حتى حواجز نفسية وشعورية، ولكنه لجأ مؤخراً إلى تحريك أدوات تتحدث في الفضاء المفتوح من خلال حساباتها وصفحاتها الشخصية باسم الصامدين والأحرار في يمن الإيمان، وجل نشاطها قائمٌ على الحط والاستنقاص من قادة المحور، والنيل منهم ومن جماهيرهم، وذلك استناداً إلى الاختلاف المذهبي، إلى جانب العزف على وتر العصبية التي تستغل جهل الجماهير فتقرر أن قائدنا أفضل من بقية القادة فيندفع الغوغائيون والهمج الرعاع بالتأييد والمباركة، مع العلم أن منهجنا يقدم لنا أولئك العظماء من رجال الثورة الإسلامية، وحزب الله كنماذج تربوية عاشت الولاية لله ولرسوله وللمؤمنين بكل مظاهرها ومصاديقها، وكذلك بقية طلائع هذا المحور التي لم يخل حديث لسيد الثورة من الإشادة بها والوقوف معها، ولكنه الجهل الذي يتحرك بإيعاز شيطاني لإعادتنا إلى دوائر الاستغراق في الجدل العقيم، عن إمامة زيد وفقه عمرو.

أترك تعليقاً

التعليقات