الأخطر علينا من الاستكبار وأدواته
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
نسمع كثيراً مَن يقول: لا داعي لرفع أصواتكم بإنصاف مظلوم، وردع ظالم، ولا يجوز لكم اليوم التوجه بالنقد لأي مؤسسة حكومية قصرت وتراجعت وعبثت بالمواطن، وتنصلت عن أداء واجبها، ولا ينبغي لكم اليوم القيام بأي نشاط للمطالبة بحق، أو استحقاق خدمي؛ كون أي دعوة لإقامة الدولة العادلة هي دعوى باطلة تستهدف المجتمع والدولة، وتسعى للتشويش على دور اليمن العظيم في «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، ومحاولة لإبعادنا عن نصرة القضية الفلسطينية من وجهة نظرهم، وهكذا مَن يدعو لمحاربة الشللية والعصبية والإقصاء والتهميش والفساد، ويسعى لكشف الأيادي الخفية التي تهد بنياننا الثوري من الداخل، فإنه شريكٌ للصهيونية، وأداة رخيصة بيد المعتدين يضربوننا بها!
لماذا كل هذا؟! يجيبك هؤلاء العباقرة: إننا نواجه خطراً يكمن لنا في الداخل، متمثل بعفافيش ومنافقين وتكفيريين، وكل دعوة للإصلاح والبناء وتصحيح المسار هي دعوة مشبوهة!
أكرِمْ وأنعِمْ بهؤلاء العباقرة! لا يدري المرؤ كيف كان سيصبح واقعنا لو لم يكونوا موجودين!
هنا سيصدقون أنفسهم، نعم؛ ولكن تعالوا لنكشف لهم حقيقة ما هم فيه من غباء مفرط، وسخف مستدام، وشلل عقلي تام!
إنهم لا يعرفون طبيعة هذا المشروع، ولا يفهمون ماذا تعني هذه المسيرة بكل مكوناتها، ولا يستوعبون الأسس التي تقوم عليها ثورتنا، ولو عرفوا هذه الحيثيات لأدركوا ألا خطر على مسيرتنا وثورتنا من عفافيش ولا خفافيش، ولو أن الاستكبار بكامل قواه، والأعراب بكل مكوناتهم، والعالم كله معهم داعم أو متفرج، قاموا بالهجوم علينا بغية اجتثاثنا من هذه البقعة الجغرافية، لما استطاعوا فعل شيء، ولما زادونا إلا قوة.
إن عدوك مهما كان لن يشكل تحركه خطورة عليك ما دمت تسير بصدق لتحقيق أهداف ثورتك السامية، متمسكاً بقيمك ومبادئك العظيمة، مخلصاً لربك ومجتمعك، حاملاً لأمانة الشهداء والأحرار بكل تحركاتك وكلماتك.
أما إذا انحرفت وحرفت، وظلمت وبغيت وطغيت وتجبرت وأفسدت، وضيعت ما واثقت عليه الأحرار بين يدي الرحمن، فإنك أنت الخطر الحقيقي، ولو أن العدو سيتمكن يوماً من توجيه ضربة قاضية لنا، فليست سوى واحدة من التبعات المترتبة على فعالك وتماديك بالتدمير لكل معاني وجودنا.
هذه هي الحقيقة التي لا تروق لأولئك. ولكن برغم أنوفهم نقول: إن الأخطر علينا من أمريكا والكيان اللقيط والأعراب وكل أذنابهم هو ذلك الذي يكمن داخل بنيتنا الثورية، وصار كالسرطان في جسد الدولة والمسيرة، وهو متمثل بست قوى كما يقسمها أحد الأحرار، هي:
• الانتهازيون والنفعيون، الذين يبررون الوسيلة بالغاية، ويهمهم المنصب والمال.
• من يدّعون الحق القطعي في الوظيفة العامة؛ لمذهبهم أو منطقتهم أو عرقهم، وهم من يتقلّبون مع الأنظمة كيفما كانت.
• الحمقى والانفصاميون والإقصائيون، الذين يمارسون التمزيق والتفريق داخلنا، وفيهم تكفيريون ممن يُكفّرون بالظنيات، ويقصون على أتفه الأسباب.
• والفاشلون العاجزون الذين أوكِلَت إليهم الأعمال، لكنهم لم ينجزوا أي فارق، ولما وصلوا إلى الكراسي نسوا كل المفردات التي لاكتها أفواههم طويلا.
• أصحاب الوعي القاصر، وهم الطبول، الذين يتأثرون بما يطرحه العدو، وهم يلعبون دائماً في ملعبه وضمن قواعده.
• الذين يؤمنون بمراكز قوى بديلاً للدولة القوية العادلة، وتراهم دائماً يلجؤون إلى هذه المراكز لينالوا من الدولة القوية العادلة، التي قطعاً تشكّل الضمانة الحقيقية لإعطاء الناس حقوقهم وتشكل ضمانة لتحقيق كل تطلعاتهم وآمالهم.

أترك تعليقاً

التعليقات