سبيل الله وسبيل هواك
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
ما أيسر سبيل الوصول إلى مقام القرب من ذوي الجاه والسلطان، ونيل محبتهم، والحصول على الحظوة عندهم! فقط قم: بصم أذنيك عن كل ما تسمعه من استغاثات وصرخات المظلومين، الذين لم يجدوا مَن يأخذ على يد ظالميهم، في لقمة عيشهم، وفي مسكنهم، وفي مقار أعمالهم، وغض بصرك عن كل ممارسات أصحاب القرار الكبار والصغار السلبية، وتصرفات بعضهم المسيئة للدين والقيم والثورة والتضحيات والجهاد والمجاهدين، وقم بتبرير كل الأساليب المتهورة والغبية، وبارك كل التعيينات الخرقاء، وبشر بما ستخلفه من نتائج عظيمة، كل تلك الخطط العشوائية، وهلل وكبر كلما شهدت لحظة ولادة لبرنامج عقيم، قد تم إقراره كخلاصة لما عليه الواقع، وكيف يجب أن يكون، وقل: إن هذا هو مقدمة التدشين لمرحلة أيامها حافلة بالخير، جامعة لكل مظاهر النعيم والرخاء، زاخرة بكل مضامين البناء والتقدم التنموي والعلمي والحضاري، وأن هكذا عملا وعاملين لم يسبق للبشرية أن حظيت بهم قبلنا على طول تاريخها.
ولا تنس: العمل على تجريم أي محاولة لتغيير الوضع المزري الراهن، وتخوين كل مَن يقوم بممارسة النصح، عن طريق النقد البناء، الذي ينطلق من واقع، ويعبر عن تجربة، ويحتوي على الحقيقة، ويهدف لتصحيح المسار، وتقويم الاعوجاج، ومعالجة الخلل، وجبر القصور، والتخلص من حالة ضعف وتراجع وتخبط وفشل هنا، أو سد ثغرة، وكشف نقص وعجز هناك، وقل: عنهم مرضى القلوب، أو منظرون وثرثارون، أو ناقمون على الشعب، معادون لنهجه الثوري، ومجانبون لمساره التحرري الجهادي الفاعل، وإنْ لم ينتهوا قل: إنهم مجرد خونة، يعملون بإيعاز من العدو على زعزعة الأمن والاستقرار، وإقلاق السكينة العامة، من خلال تبنيهم لأجندة مشبوهة، في خطابهم الذي يهدف إلى النيل من الثوابت والمقدسات، وبث الفرقة والنزاع في أوساط المجتمع، ومَن لم تستطع القول بحقه كل ما سبق، نظراً لعظيم موقفه، وبالغ أثره، وكثرة عطائه الذي هو كالشمس في رابعة النهار، لا سبيل لإنكاره، فاكتف فقط بالقول: إنه لعاب، ما هو سابر، وسوف تلمس ما لهاتين الكلمتين من أثر، يفوق بطبيعته السحر ذاته.
ولكن أين ستذهب من غضب الله؟ ومَن سيحميك من نزول نقمته، وحصول خزيه، وتحقق وعيده لك بالعذاب الأليم، وورود الدرك الأسفل في نار الجحيم؟
فزن كلماتك بميزان الحق، واعرضها على قانون التقوى، وأجرها مجرى ما علمته، علم فهم ودراية من هدى الله، ثم اعلم: أنك في طريق الله، الذي لا مكان فيه لعصبية عرقية، أو مناطقية، أو حزبية، ولا قيمة ولا اعتبار فيه سوى للحق، ومدى التزامه من قبل جميع سالكيه، نعم لا يصح تجاوز ما خلفته أنظمة العمالة والتبعية من آثار تدميرية، وأورثته من تصدعات وانهيارات ألقت بظلالها على الوضع الحالي، كما لا يجوز التغاضي عما سببه العدوان الغاشم من خراب وأزمات، وانعدام للخدمات، ومفاقمة المعاناة، نتيجة حصاره الجائر، وفي المقابل يجب أن: تعلن براءتك من كل فاسد ومفسد ومقصر وعاجز، أثبتت الأيام أنه ليس أهلاً للمسؤولية، ولا جدير بنيل ثقتك، وثقة كل الأحرار في محيطك، ولا يكفي أن تقول: إنه ليس حجة على الثوار والمجاهدين، وإنه لا يمثلهم، فهم نهج وعقيدة ومشروع وقيادة، ولا يمثل المتخاذل والفاسد سوى نفسه، دون أن تسمي ذلك المتخاذل الفاسد، وتعمل على كشف كل سقطاته وألاعيبه، وتحرص على إبقاء الجسد والبنيان الإيماني سليماً من كل إعاقة في مكوناته وأعضائه، حتى وإن تطلب الأمر بتر وإزالة جزء من تلك الأعضاء، لأن المهم سلامة الجسد من الأمراض والعاهات، التي متى ما تجاهلناها توسعت وانتشرت حتى تصل في نهاية المطاف إلى القضاء على الجسد كله.

أترك تعليقاً

التعليقات