مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -

آن لانبعاث نزر يسير من الكلمات الإحاطة بمدلول كلمة محدودة الحروف، يسيرة النطق، واسعة المدلول، عظيمة المباني، غزيرة المعاني، جليلة القدر، شريفة الذكر، تامة الحضور.
«لاء» جسد ونطاق كل عوالم الأشياء والظواهر والأحوال والأوضاع المتعلقة بكل الخلائق الشاملة لكل حركتها التاريخية من «كاف ونون» مشيئة المبدأ إلى «كاف ونون» مشيئة المعاد.
«لاء» مدى شاسع الأبعاد قصرت عن تحديد مساحاته كل المقاييس التي تعنى بقياس المساحات والمسافات سواء ما يدخل منها في ما يتعلق بالدلالة على المكان أو الزمان، إذ لا قدرة لفكر مهما ارتاض على قضية الإحاطة بالأشياء والنفاذ إلى عمقها، وامتلاك آلية التفسير لكنهها وجوهرها على الإحاطة بـ»لاء»، لأنها هي الكيان الناظم لكل السنن والمقادير والتشريعات الإلهية المنظمة لحركة كل شيء، والشارحة للغاية والهدف من وجود كل شيء في الوجود.
إذن، فإن هذا الكون بكل مداراته ومكوناته ما هو إلا حيز صغير في جسد «لاء»، لأنها المنظومة المشتملة على ما جرت به إرادة الخالق من الخلق، وما كلفهم به من الخير والعدل والحق في ما يتعلق...

 بالحياة والمصير اللذين يرتبطان بذات الطريق الواحدة التي ابتدأت من الله وستنتهي إليه.. ولست هنا بصدد تخليق نظرة فلسفية، أو العمل على اجترار قالب فلسفي جاهز أسقط عليه تَمحورات هذه المساحة الكتابية، أو أتخذه عماداً يقوى به المقال وتسلم بنيته من الشطط والاختلال، بل أنا هنا لقول حقيقة قامت عليها عقيدة التوحيد لله، وتمت بها قيمة الإخلاص له بالعبودية دون سواه.
أنا هنا لمحاولة استخلاص حِقب كثيرة من زمن السير على الاستقامة على كل ما هو حق على امتداد تاريخ الصراع بين الحق والباطل، منذ أول حدث شكلت «لاء» جسد وروح الفاعل لأول فعل قام به المخلوق بشقيه السلبي والإيجابي حتى استوت على ظهر البسيطة قدم الرفض لكل باطل وظلم وبغي واستبداد وضلال وشرك. أنا هنا لأستظل بأفياء «لاء» الوارفة كونها الشجرة ذات الأصل الثابت الضاربة بجذورها في بواطن الأرض، المتخذة من سماك السموات متكأً لفروعها. أنا هنا لاقتطاف ثمرة من ثمرات هذه الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها على مدار الأيام والساعات. أنا هنا مع صحيفة «لاء» الحاوية بين جنباتها نظرة إبراهيم التوحيدية، ووجهته الفطرية، وتسليمه المطلق. إنها صحيفة «لاء» يجد الناظر إليها بمنظور القلب والفكر لا منظور العين، يجد موسى وقد أوى إلى ظلها كمحطة لا بد منها لمواصلة واستئناف ثورة التخلص من كل فرعون.
إنها صحيفة «لاء» المشتملة بين طياتها على عيسى وبشارته. هي «لاء» الطالعة بكل أبعاد ومضامين الرسالة العالمية المحمدية الخاتمة وامتدادها الأصيل بأعلام الهدى ورثة الكتاب من بلاغ كمال الدين وتمام النعمة بغدير خم إلى لحظة معانقة الفوز والفلاح بمسجد الكوفة من خلال الشهادة. هي «لاء» الناطقة بمظلومية حسين الصاعدة كصرخة حسينية دماً ونهجاً وزمناً وأرضاً وشخوصاً ووضعية من الطف إلى مران ومن معركة الفرقان يوم بدر إلى انبعاث يمن الإيمان كسنة إلهية ثابتة في حتمية إحقاق الحق وإبطال الباطل في زمن البدر علم الهدى سيد الثورة «أبي جبريل». 
وهنا لا بد من القول بأن صحيفة «لاء» هي وجه الثورة المباركة ونفس القائد الرباني العظيم ونفخة صور بعث الشعب من قبور العدم إلى عرصات ثورة مثلت لقيامتها.

أترك تعليقاً

التعليقات