صيدُ ثائرٍ
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
وأنت تتتبع خطوات المجاهدين الأحرار على امتداد محور الجهاد والمقاومة، ملتمساً من فيوضات الدماء الطاهرة نورَ الوعي والبصيرة، متجولاً في حنايا الأرواح التي أمدت الواقع الإنساني بكل ما يحتاجه لفهم حقيقته ومعنى وجوده، متطلعاً للاستزادة أكثر وأكثر من عوامل الصبر والثبات التي تميز بها الفلسطينيون في غزة المجد أكثر من غيرهم، فصاروا جبالاً في الصبر والثبات، وأنت تعيش كل هذا، وتحاول التعمق في مضامينه وإيحاءاته؛ فجأةً يأتي مَن يُعكر صفو اتصالك بمقامات السماء، ويكدر معين البعث والإحياء للنفوس والقلوب والعقول بإثاراته الغبية، وتصوراته الحمقاء، وأحاديثه المكرورة المملة الممجوجة السمجة، التي تضج بها حساباته ومدوناته، وتعبر عنها تصريحاته ولقاءاته ومقابلاته في الصحف والقنوات، فيتلقفها جنوده من الذباب الإلكتروني بالبشر والترحاب، آخذين على عاتقهم تعميمها ونشرها على أوسع نطاق.
هنالك تتفجر مواهب ذلك الذباب، وتتعدد توصيفاتهم وتخريجاتهم وتذييلاتهم لما جاد به بديع زمانه، فارس السياسة والميدان، رجل المهمات الصعبة والمواقف العظيمة والفريدة، ومالك زمام الحل لكل معضلات العالم، وصاحب الفضل في رفع الظلم وبسط العدل. فقائلٌ: انظروا كيف أحرج المذيعة بتساؤلاته البديعة، وأفحمها بردوده القوية والجريئة! وآخر: هل رأيتم أحداً بمثل شخصيته وحضوره وفاعليته وتفاعله وخصب أفكاره وسعة آفاقه؟! وثالثٌ: ما رأت اليمن قط فصيحاً بليغاً، سياسياً بارعاً، سريع البديهة، حسن الخلق والخُلُق مثله على طول وعرض تاريخها، وأنّى لثورة الحادي والعشرين من أيلول الإتيان بمثل هذا الرجل الكامل!
وكم وكم ضجت وتضج الدنيا بهذا وأمثاله، إلى الحد الذي جعل ما يقوله أو يكتبه هؤلاء فوق كل قول أو خطاب أو موقف يصدر عن سيد الثورة والجهاد أيده الله! فهل من عاقلٍ لينبه هؤلاء من غفلتهم، ويصارحهم بحقيقتهم، ويقول لهم: انكبابكم على القنوات الفضائية لقاء في إثر لقاء، ومقابلةً بعد مقابلة، ونشاطكم الأقرب إلى نشاط الروبوت في حساباتكم، وحرصكم على حضور كل كبيرة وصغيرة؛ كلها أمورٌ تكشف عن مدى العجب بالنفس، وقلة العقل، وحب التصدر لجميع الساحات بدون فائدة تذكر، ثم إن كل هذا الحضور كان خالياً من العوامل والمقومات والمزايا والخصائص التي قد تزيد من شعبيتكم، لكون الخواء الفكري هو سيد الموقف في كل ما تجودون به، أو عفواً؛ في كل ما تثقلون به على أفكارنا ومسامعنا؟

أترك تعليقاً

التعليقات