مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
النهج الطاهر والعظيم والقوي القائم عليه تحركنا الثوري الذي هو في الأساس تعبير عن مقتضى التوجه العبادي لله سبحانه وتعالى، يحتاج إلى نفوسٍ زاكيةٍ تريك مصداق عبوديتها لله في ما يظهر في تصرفاتها وينعكس على شعورها وإحساسها، فهي لا تشعر إلا بما يشعر به الجندي في المعركة تجاه قيادته من خلال التزام الأوامر واتباع الدقة في تنفيذها دون أن يكون هنالك سيطرة لنزعة ذاتية تلبي مصلحة شخصية على حساب مصلحة الرسالة.
وهذا ما اعتمده أعلام الهدى في تربية القاعدة القوية والصلبة، التي تحمل على عاتقها قضية التغيير والإصلاح لهذه الأمة، إذ بينوا (عليهم السلام) أن علامة الإيمان الخالص هي في الانقطاع إلى الله والسعي لنيل رضاه والرغبة في ما عنده والرهبة في ما أعده للمخالفين والجاحدين، ولكن لم تكن القابلية لدى الناس واحدة في ما يتعلق بجانب التفهم والالتزام أو جانب الإعداد والتربية والبناء على ضوء ما يقرؤون في كتاب الله، وعلى ضوء ما يشاهدون في الواقع من خلال تحركات الأعلام والهداة (عليهم السلام)، فخط الله نهجاً وقيادة عادةً ما اصطدم بخط آخر أخلص له الأتباع في مرحلة من المراحل أكثر من إخلاصهم لله وحملهم لرسالاته، ولعل هذا ما بينه أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) وهو يقدم لنا إمكانية تعدد الأهداف وتنوع الغايات في بنية المجتمع الواحد الذي ينقسم بفعل دوافعه إلى قسمين: قسم يكون توجهه قرآنياً ومعاييره إلهية، وقسم يكون توجهه ذاتياً ومعاييره دنيوية مبنية على المصلحة الشخصية، إذ يقول عليه السلام: ليس أمري وأمركم واحداً، فأنا أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم.
من هنا يتضح أن ثمة مَن يسعى في كل زمان ومكان إلى توظيف كل ما له علاقة بالله والدين والرسل والأعلام لخدمة مصالحه الشخصية وإشباع مطامعه النفسية، لذا وجب التدقيق في ما تتبناه النخب وتدعو إليه شخصيات وقيادات اجتماعية وفكرية وغيرها، فهناك من يدعو لنفسه وإن اتخذ من الثقلين وسيلةً لتعزيز ثقله، وهناك من يدعو لربه، وتمسكه بالثقلين سبيلٌ لنجاته وليبقى دائماً على بينةٍ من أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات