في المسكوت عنه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
ثمة جماعةٌ لا بأس بها من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي لا هم لهم سوى الدفاع عن زلات وشطحات المسؤولين في أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة، فعندما يقوم فلان من أصحاب المقام العالي بكتابة منشور في صفحته على «الفيسبوك» أو نشر تغريدةٍ في «تويتر» أو الإدلاء بتصريح لإحدى وسائل الإعلام، تقوم الدنيا ولا تقعد، ويصبح ليل العاصمة نهاراً نتيجة النشاط المحموم والكثيف للذين يُفنون أعمارهم ويضيعون أوقاتهم في سبيل تلميع هذه الشخصية أو تلك بغض النظر عن صوابية ما تقول ومدى مطابقته لما تفعل أو خطئه، بحيث يكون مخالفاً للنهج القائمة عليه مسيرتنا والمنطلقة به ثورتنا، ومجانباً لما تدعو إليه قيادتنا.
فإذا كان الطرح صائباً وموفقاً فلا تكاد تمر دقيقة على ظهوره إلا وقد أُحيط بالديباجات المنمقة وذُيل بسيلٍ من كلمات الثناء والمدح والإطراء سواءً كان مطابقاً لتحركات تلك الشخصية ومنسجماً مع واقعها العملي، وشارحاً ومبيناً لإنجازاتها، أم كان فقط عبارة عن كلامٍ يتبخر في الهواء لا طعم له ولا لون ولا رائحة، فهذا ليس مهماً من وجهة نظر الذين انقطعوا لخدمة ذاتٍ بعينها هنا أو هناك، المهم أن يُحرزوا المزيد من الدرجات التي تؤهلهم لنيل الحظوة عند تلك الذات وتجعلهم جديرين بكسب ودها.
أما إذا كان طرح تلك الشخصية قد اعتراه الخطأ وغلب عليه الشطط واشتمل على جزئياتٍ من شأنها أن تعمل على ترسيخ ثقافة مغلوطة أو تؤدي إلى تنفير العامة أو تُحدِث شرخاً اجتماعياً، فإن لجماعة المطبلين والمشتغلين بتجميل القبيح وتعظيم السخيف مذاهب عدة في طريقة التناول لما قاله معبودهم من دون الله سبحانه بناءً على ما لديهم من قدرات عقلية ومخزون فكري وثقافي، وهم بالطبع ليسوا بمستوى واحد في ذلك كله، وعليه يصبح هذا التفاوت فيما بينهم من ناحية القدرات والقابليات والثقافة والأفكار موجباً لتنوع ما يتناولونه عما قاله صاحب نعمتهم أو فعله.
فمثلاً مذهب حديثي العهد بالتطبيل وقليلي المعرفة ومحدودي الثقافة لن تجد لهم سوى أعجبني وأحببته ومشاركة، بالإضافة إلى تعليقات تغلب على معظمها كلمة «كتب الله أجرك يا مؤمن». وإن صادفوا معترضاً على ما بدر من صاحبهم يلجؤون إلى وصفه بالمرتزق والمنافق والطابور الخامس، فهذه الكلمات هي حظهم من عالم المعرفة ودنيا الفكر والثقافة، ولنا في الغد وقفة مع بقية تيارات التطبيل ومذاهب واتجاهات جماعته.

أترك تعليقاً

التعليقات