هو دينٌ للحياة والأحياء
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يستطيع الإسلام المحمدي الأصيل مدنا بكل ما نحتاجه من العناصر والمقومات التي بإمكانها أن تصنع مجتمعاً مدنياً حضارياً متقدماً، يستطيع مواكبة الحياة بتوفير كل ما تتطلبه استمراريتها، ولديه الإمكانات اللازمة لمواجهة كل المتغيرات، والتغلب على كل الظروف، قادر على الثبات والتماسك أياً كان مستوى حجم التحولات التي تطرأ على الواقع، وذلك لأنه يمتلك كل ما يلزم لتقديم المنهجية الشاملة التي عن طريقها يمكن تحقيق النهضة الحضارية، والتغيير الجذري في المجتمع على ضوء مفاهيم الوحي وتعاليمه، ودراسة حركة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، دراسةً شاملةً، وتهدف إلى الاستفادة منها، واستلهامها كتجربة رائدة على مر التاريخ البشري، والعمل على إسقاط كل ذلك على الواقع، بناءً على ما تقرره المناهج التحليلية والاجتماعية الحديثة، فكل مفاهيم الإسلام الأصيل وتصوراته العملية والفكرية متى ما تم التعاطي معها تعاطياً علمياً ومعرفياً واعياً ودقيقاً ومسؤولاً؛ سوف تخلقُ تجديداً في الفكر، وتجدداً في النظرة، وتفتح أبواباً للاجتهاد، بما يعكس مدى استجابة العقل الإسلامي لتطورات الوعي البشري، ويلبي الحاجات والمتطلبات التي تتسع أكثر فأكثر يوماً بعد يوم.
والخلاصة؛ أن هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده ليس مجرد أفكار ونظريات كُتِبَ عليها البقاء مدى الحياة بعيدة عن الحقول الاجتماعية والتربوية والسياسية والفكرية والاقتصادية وغيرها، بحيث ينحصر وجودها في بطون الكتب والأسفار، بل لا بد لها أن تلعب دوراً تأسيسياً في بناء الحياة، وإصلاح الواقع، وتربية الفرد والمجتمع والأمة، وبالقدر الذي يشق فيه هذا الدين طريقه إلى حياة الناس وممارساتهم وظروفهم وأوضاعهم ومشكلاتهم اليومية، قبل أن يسعى لشق الطرق باتجاه عقولهم وقلوبهم، فهو دينٌ للحياة والإحياء.

أترك تعليقاً

التعليقات