وداعاً أيها البطل
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
ودعت اليمن قائدا فذا تخرج من معاناة الشعب وصموده. تخرج من مدرسة الصبر والثبات والمواقف البطولية والحصار. إنه الشهيد محمد عبدالكريم الغماري رضوان الله عليه. هذا البطل اليمني لم يتخرّج من الكلية الحربية في بريطانيا أو الأردن أو الإمارات، تخرج من الجبهات ومقدمة الصفوف، وانتصر بشجاعته وصلابة إيمانه على خريجي تلك الكليات العسكرية ودولها الفارغة.
ودعت اليمن رجلا وقائدا جبهويا حكيما، تصدّر أكبر المواقف القبلية في الداخل اليمني، أوقف وحل ثارات عويصة بين القبائل أشدها من سفيان وذو محمد إلى البرح والوازعية وأماكن مختلفة.
الغماري اليد الطويلة التي أوصلت اليمن إلى البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي وفرض سيادة اليمن البحرية...
لقد جعل البحر الأحمر اسماً على مسمّى. كنا نسمع دوما أن اليمن تحظى بموقع استرتيجي هام، لم نشعر بأهمية هذا الموقع إلا من خلال هذا البطل والقيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي أطال الله عمره وحفظه قائدا لليمن والوطن العربي.
الشهيد الغماري الذي أنهى ضجة وأكذوبة القبة الحديدية، وجعل هذه القبة «ولا تنفع ببصلة» أمام صواريخنا الفرط صوتية والمسيّرات. وليس هذا فقط، بل وأفشل أعتى البوارج والحاملات الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي.
إنه من أدخل ملايين اليهود إلى الملاجئ، ورقدهم من مغرب، وجعلهم يتمنون الأمن والراحة، أثناء موقف اليمن المشرف والمساند لغزة.
هؤلاء هم أبطال وشجعان اليمن الذين قارعوا قوى الاستكبار المتغطرسة، التي حاولت أن تستعرض وتجرب عضلات بوارجها وصواريخها وقدراتها العسكرية، ولكنها هزمت في البحر والبر، وأرغموا ترامب على التوقف دون أن يحقق أي هدف في اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات