أصحاب العقول السطحية
- روبير بشعلاني الأربعاء , 22 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 1:37:11 AM
- 0 تعليقات
روبير بشعلاني / لا ميديا -
يحاول البعض أن يسد علينا طريق الخروج من الهيمنة عبر نظريات متعددة، منها أننا وحدنا في الصراع وليس لنا أي حليف. يحاولون أن يجعلوا منا مادة لتقاسم الكبار.
فالصراع عندهم بين الكبير والصغير، وبالطبع فإن الصغير لا مخرج له، فهو بالتعريف صغير ولا يمكنه أن يتحرر من الكبير.
لا شك أن أصحاب تلك النظرية لا يملكون ما يدعم نظريتهم؛ فما هو الكبير؟! ولماذا هو حليف الكبير الآخر؟!
لا كلمة تفسير هنا، بل معطى منزّل عليك فقط التسليم به وبنتائجه.
الكبار ضدنا ونحن صغار. لماذا؟! وكيف؟! صمت كبير.
يعجز أصحاب هذا الفكر عن قراءة تناقضات العالم؛ فهو لا يرى سبباً للصراع الاقتصادي بين الكبار، ولا يستطيع هذا الفكر أن يقرأ سبب المأزق الذي يعيشه بعض الكبار، فهو كبير وكفى.
أما لماذا تحولت فوائض بعض الكبار إلى ديون أسطورية؟ فلا يهمه ولا يراها أصلاً.
لماذا تحول الكبير إلى دولة عاجزة رغم تملكه للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟
لا يهمه العقل النقدي، ولذلك يستنتج بسرعة أن الصغير محكوم بالهزيمة؛ لأنه صغير وكفى؛ فنحن مهزومون سلفاً، لأننا صغار.
ولأنه صاحب عقل تبسيطي فإنه يسارع إلى تفسير الأحداث بالعقل المؤامراتي والخيانة وبالتكنولوجيا، ويميل لتفسير الأحداث بالعنصر النفسي والهوية واللون، فاللون الأسمر وطلوع لا يمكنه أن يربح، الأبيض يربح دائماً، المسلم عبثاً.
الآن يمكنك أن تربح، أو تتأمل بذلك، إذا كان لك حليف كبير أبيض!
هذا العقل لا يدرك الهيمنة ولا يعرف أسبابها ولا تناقضاتها. وبدون ذلك سيبقى أسير التفسيرات السطحية للأحجام.
المصدر روبير بشعلاني
زيارة جميع مقالات: روبير بشعلاني