الله لا ألحقكم خير
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

منذ حوالي شهر وأنا أبحث عن شقة للإيجار أستقر فيها مع أسرتي، ولم أعثر على شقة. كل ما عثرت عليه شقق مبتورة وأسعارها نار، يعني غرفة وحمام وزغطي صغير، ويسمونها شقة، وبمقابل 35 ألف ريال.
لقد اقترح لي المؤجر وهو يعرض شقته المكونة من غرفة وحمام وقد سماها «شقة بنت حويرث». قال ممكن تحول هذا الزغطي إلى مطبخ ولا ما اشتيت. تريد تتغدى سفري من خارج براحتك. بعض المؤجرين بلا دم ولا كرامة، فقط مهمتهم كيف يطلبون الله ويتاجرون بمعاناة المستأجرين الذين تزداد معاناتهم كل يوم بسبب أزمة السكن في صنعاء.
أحد الدلالين (سماسرة العقارات) يتصل بك في أي وقت تحت مبرر أنه لقي لك شقة ويطلب منك الحضور فورا إلى مكان الشقة وإلا سوف تقرح. وأنت ما تقصر تقوم تضرب مشوار لعنده عشان تشوف الشقة، تصل والشقة شعبية من ثلاث غرف وبدون ماء ولا كهرباء ولا تهوية ولا حارة مثل خلق الله، ويقول لك إيجارها 60 ألف ريال. أنا هنا لا أتشرط، لكن 60 ألفاً مقابل ماذا؟ نعم إنها مطلة على الأمازون أو على نهر النيل! .
هذا المبلغ لأن شقته تقابل برميل قمامة مليء بالفوضى، في حارة لا تبدو أليفة، موحشة مظلمة ومليئة بالكلاب. ميزتها الوحيدة أنها قريبة من سوق القات، وهذا القرب بالنسبة للكثيرين يعتبر ميزة لا بأس فيها، لكن تطلب 60 ألفاً يا وقح، عشان أنها شعبي مر عليها أكثر من 20 مستأجر! ولا أعرف ما إذا كانت هذه الشقة في السابق، حظيرة أو حانة لجندي عثماني غازٍ لقى حتفه في اليمن. ومالكها الآن شكله ورثها عن خالة جدة أمه، وقد قسمها قبل سنوات إلى شقق، والآن يعرض تأجير إحداهن لي بمبلغ 60 ألف ريال. من المؤكد أنني سأدفع ثلاثة آلاف ريال شهريا حق الماء يعني بتطلع 63 ألف ريال في الشهر، مبلغ باهظ يقارب رقم ثورة سبتمبر 62م. فهل هذا يريد أن يؤجر لي شقته، أم سيؤجر لي ثورة 26 سبتمبر؟
أمانة هذا انتقام ضدنا نحن المستأجرين، ما الذي تريدونه منا يا مستغلي الأزمات والعدوان والحصار. أنتم أدوات قذرة وأخطر من أدوات العدوان، الله لا ألحقكم خير.
الجهات المختصة في حكومة الإنقاذ مطالبة بضبط هؤلاء المجرمين وكبح جشعهم وإيقافهم عند حدهم، وتجاهلها يعني أنه ليس علينا سوى أن نتحمل مكرهين عواقب التطنيش الحكومي وقذارة وانتهاكات المؤجرين بحق المستأجرين.

أترك تعليقاً

التعليقات