مدرس حانب!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
كنت زمان أيام الجامعة ساكن أنا وأستاذ يدرس بمنطقة نائية طلاب المرحلة الابتدائية. المهم كان ما إن يكمل يختبر طلابه، إلا وتحمل ورق الاختبارات ورجع صنعاء عندي يصحح بالسكن. كان عندما يصحح يجلس يتهجي الإجابات حق طلابه بصعوبة، ومرات عدة يحنب وما يعرف يقرأ ويتهجي إجابات أغلب الطلاب الذين يكتبون إجابات غريبة، لا هي من اللغة الحميرية ولا القتبانية ولا بخط المسند ولا الرقعة، يمكن بخط جرينتش مع الذيكرة، إجابات لا علاقة لها بسؤال صاحبي المدرس الطافش الشاحب من التصحيح وطلابه الغبر. المهم المدرس هذا كل شوية يستنجد بي أجي أفصل واتهجي معه الإجابة حق الطالب، ويشهد الله كنا ندق نص ساعة نتهجي فيها ونشقلب ونخمن أنا والمدرس ورقة طالب.
 نجلس نخمن، المدرس يخمن ويقول «يمكن الطالب يشتي يقول هكذا»، وأنا أستبعد تخمين المدرس، أرجع أنا أخمن إجابة الطالب المكتوبة على ورقة اختباره. أقول للمدرس «يمكن الطالب يقصد كذا، شوف الألف والتاء موجودين في الإجابة، يعني الطالب قصده كذا». لكن المدرس يخمن تخميناً آخر يقول «لا افرض قصده كذا». المهم نعجز أنا والمدرس عن قراءة هجاء الإجابات حق الطلاب.
أنسحب وأرجع بقعتي أخزن، وأترك المدرس يتهجي ويخمن لحاله وبصوت مرتفع..
كنت أرحمه وهو يحاول يتهجي الإجابات، وأقترح عليه أقول له «يا رجال أيش بيقع لو نجحت الطالب وتخارجت، الله يعلم كيف حال أسرته». صاحبي المدرس يرفض ويقول لي «لا، لا، كل طالب يأخذ حقه». ورجع يتهجي ويعجز. وبالأخير المدرس يرجع يتذكر شكل الطالب وموقف أبوه وشكله، وهل والد الطالب قام بالوجب تجاه المدرس خلال فترة عمله وغربته في تلك المنطقة، يعني مثلا هل جاب تخزينة من حقه الجربة للمدرس صاحبي أو لا. 
إذا ما قدم والد الطالب أي شيء، يرجع صاحبي المدرس يتذكر ملامح أبوه هل هو طيب أو مسكين، وأين يشتغل. وعلى ضوء ملامح وخدمات والد الطالب يضع المدرس درجة الطالب. ثم ينتقل يصحح للطالب الذي بعده... وكلما حنب دعا عمر مرة ثانية وثالثة، وللصبح يتهجي معه إجابة طالب عويصة. ويشهد الله أننا كنا ندق أسبوع عشان نتهجي ونصحح لـ«شغمة» طلاب.
المهم خذوها نصيحة: ماحد يسكن مع مدرس ابتدائية يدرس في منطقة نائية!

أترك تعليقاً

التعليقات