«العالية» عالي بالزيف والأخطاء
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
مسلسل “العالية” الذي تبثه قناة “يمن شباب” برمضان، يحكي قصة صراع بين الشيخ فاضل والأمير الحاكم، وقصة حب سامجة بين بنت الشيخ فاضل وهلال ابن علوان أحد مواطني قرية العالية.
أولاً كاتب المسلسل مستعار ولم أسمع فيه قط من قبل، والجميع يؤكد أن كاتب المسلسل اسم مستعار ولا يستبعد أن يكون كاتبه إصلاحي وليس مشكلة إن كان إصلاحي أو سلفي. وهذا يبدو واضحا من خلال فكرة المسلسل الذي يحمل عدة رسائل وبطريقة مبالغة ومتكلفة ومزيفة من خلال إبراز صراع بين الشيخ فاضل شيخ قرية العالية والذي يجسدوه أنه شيخ حر ويناهض الأمير الذي كان يعتبر الحاكم والناهي في تلك المرحلة. ماتزال قناة “يمن شباب” تقوم  بضخ وإنتاج أحداث خيالية ومزيفة عن الماضي وتحاول بث أيديولوجيات وحقد جماعة الإخوان عبر مسلسلات درامية، وليت والله يجسدوا تلك المرحلة الماضية بحقيقة وبكل معاناتها وتفاصيلها، لكن للأسف القناة عبر مسلسلاتها تنحصر بعرض ما يمثل اتجاه الجماعة وهو التحريض والتعبئة ونبش ماضي بطريقة مزيفة ومجردة من كل معايير الصدق والواقعية.
أنا ما قد أبصرت أحد يكتب قصة لمسلسل عن ماضي من الخيال ولم يراعي الزمن أو حدث معين أو قصة معينة حصلت في تلك المرحلة بالفعل، ويبني أحداث مسلسله عليها بدون تناقضات وكذب وتحريف للواقع في تلك المرحلة. طبيعي أصلا هدفهم هو بث أي حاجة عن الإمامة. طيب ما اختلفنا لكن جسد كل ما حصل حقيقة وبشكل صحيح. في حاجات حقيقة ممكن تنتقدها وتجسدها بكل حيادية بدون لف ودوران يا “يمن شباب” لغرض توصيل أهدافكم الضيقة وتشويه مرحلة الماضي برسائل من صراع اليوم، ومن المؤكد بين الماضي والحاضر هناك اختلاف كبير.
وأنت تتابع المسلسل تجد نفسك تائه لا توجد قصة قوية وحقيقية مبنية ولا  تهمنا كمشاهد.
أيضا المشاهد مبتورة والأخطاء الفنية في الأزياء والمكياجات والحوارات. مثلا تشاهد جميع الشخصيات بمسلسل “العالية” الذي يحكي عن أيام الإمامة وهم يرتدون ملابس وشمزان أنيقة وموضة من حق هذه الأيام. شمزان فرنسية وضيقة وجديدة، والممثلات ممكيجات وفاعلات قصة للحواجب حقهن، الأحداث والمشاهد معصودة وغير مرتبة وملخبطة. مشاهد مبتورة وقصيرة وأخطاء في الحوارات، مرة يؤنثوا المذكر ومرة يذكروا المؤنث ومرة يتكلموا لهجة عامية ومرة يتحدثون  بالفصحى. أما في التصوير فتشاهد الجميع يدخل ويخرج من جوار الكاميرا، وأحيانا تشاهد ممثل يشارك بمشاهد فجأة ولم يكن يعرف مضمون الحوار الذي يدور. طبيعي لأن المخرجين حقنا يدهفون  بالممثلين للمشاركة من جوار الكاميرا وبشكل متناقض وغلط.
تسمع أكثر الأسئلة دون إجابات وتناقضات في الحوارات. لا توجد قصة قوية كما ذكرت لكم في البداية، تخيلوا إلى الحلقة 15 وهم يبحثون عن قاتل غلاب بينما المتابع لا يعرف من هو غلاب وإيش الأهمية، وأنا لا أعرف من هو غلاب، وكذلك عشرات الأخطاء الدرامية والفنية والكوارث والهبالات والأكاذيب والتزييف يتقيأها الإخوان بمسلسل “العالية” الذي يعد فاشل على كل المستويات. سأكتفي بهذا، رغم أن هناك الكثير والكثير من الأخطاء والزيف بمسلسل “العالية”.

أترك تعليقاً

التعليقات