يطرح ملخخ
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا - 

من منكم ينكر أن التكنولوجيا وعدد التطبيقات والتلفونات الحديثة اللمس، واللخط على تسمية أصحاب خولان وهمدان، أنها علمتنا الكسل، وأصبحنا كسلين وماعد قادرين نقرأ حتى كتب ولا رواية. آخر مرة قرأت روايتين قبل عام، وهما «أحداب نوتردام»، و«زوربا» العظيمة. 
لقد وصل بنا الكسل إلى أن نهرب حتى من قراءة المنشورات الطويلة بالفيس والواتس. كلما أصادف منشور طويل أقرأه جري، مكاردة. وتقفز من البداية إلى الوسط إلى النهاية بدون تركيز. 
التكنولوجيا قتلت شغف القراءة عند الكثير. يفتح هاتفه ودخل أطرف سوق من أسواق العالم الافتراضي إما فيسبوك وإما تويتر و... الخ. ثم يخرج يرقد، وعلى هذا المنوال كل يوم. هناك فارق كبير بين القراءة من الكتب نفسها مباشرة وبين قراءتها من التلفون والكمبيوتر. أنا إذا نويت أقرأ كتاباً معيناً بالتلفون، لا أجد أية متعة، وأكون مش مركز كما قراءتي للكتب مباشرة. أيضاً عيونك توجعك من الإضاءة، وتتخربط وأنت تلاحق صفوف الكتابة بالتلفون. وإذا توقفت لمدة يومين عن القراءة ترجع ومش عارف بأية صفحة توقفت، كمان تنسى رقم الصفحة. وأحيانا ترجع تقرأ 10 صفحات قد قرأتها من قبل إلى أن توصل لجملة وإلا عبارة تذكرك أنك قد قرأتها من قبل. وهات ياتهباش بين صفحات الكتب المحفوظة بالتلفون. تجلس مضيع أين وصلت قبل. وتهدر مع نفسك هكذا، أنا قد قرأت هذه الصفحة، لا، لا، أنا ما قرأتها. 
الصدق قراءة الكتب مباشرة حاجة ثانية. أنا متعود لو قرأت كتاباً أو رواية وعندما أتوقف أفعل ورقة قات وإلا عودي وإلا أعطف قرنة الصفحة عشان أعرف أين وصلت. وقارئ آخر يطرح ملخخ. وآخر يحط النظارة حقه عشان لا ينسى إلى أين وصل. أيضا وأنت تقلب صفحة الكتاب على الحقيقة تصدر صوتاً أمانة تسمعه كأنه يشجعك أيوه يا عمر دوس. وأنا أقول أيوه، يلا الورقة التي بعدها حتى تهرش الكتاب إلى النهاية. 
قراءة الكتب مباشرة لها متعة ثانية. كمان رائحة الورق تبعث لك التفاؤل، وبالذات الأوراق القديمة حق الروايات الروسية. كمان الأحداث تبقى محفوظة في ذاكرتك، بعكس مما تقرأها من التلفون وأي جهاز آخر.
هذا بالنسبة لي أما بالنسبة لكم مدري. كل واحد له طريقته. أهم شيء تقرؤون مقالي وصحيفة «لا» الرائعة أيها الكسلون. ربما تشتحطوا وتعرفوا هذه الفارقة. رغم أن الكثير يعرف حجم كارثة التكنولوجيا والعولمة إذا لم يتم استخدامها بشكل جيد وإيجابي. 

أترك تعليقاً

التعليقات