«نشوان» ولا المرشحين!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
أيش من انتخابات كانت يا جني؟! كانوا يطلعوك فوق الشاص فجر ونذقوا بك عند المركز الانتخابي حتى آخر الليل حمى ظمى! كان أكثر الناخبين يروحوا المراكز الانتخابية عشان طلعة السيارة، وبالأخير يرجعوا يخبطوها رجل!
ترتطع يوم وأحياناً يومين عشان تنتخب مرشح رمزه القفل وإلا المجرفة! وإلا مرشح رمزه الخروف!... يا لطيف على مرشحين كانوا معانا! واحد يحصل على 700 صوت والثاني يحصل على 10 أصوات، حصل عليهم بالغلط، أصوات ناخبين شيوبة ونظرهم ضعيف.
أما مرشحو الناصري والاشتراكي، فهذولا لحالهم، كانوا يعلقون حقهم الصور عرض الجدران بعجين وسكر، نعم عشان تمسك الصور عرض الجدار وقت أطول. وبالأخير يضرب شوية ريح وانزل لك صورهم كلهن وأنت راجع تشاهد الصور قدها بالأرض وإلا عالقة فوق زربة، والا تجدها بلقف عنزة تلعصها، ويرجعوا يحملوا المؤتمر أنه من قام بخلع الصور من الجدران.
الاشتراكي والناصري كانوا يدخلون بمنافسة مع مرشحي المؤتمر والإصلاح وهم عارفين أنهم لا طاقة لهم بالمنافسة. فقط كانوا يشرعنوا الانتخابات لأتفه حزبيين يمنيين.
أما مرشحو الإصلاح وفي كل الانتخابات كانوا ينزلوا صور المرشحين حقهم مهزوزة، وما تعرف هل الصورة للمرشح والا لجده! كانت صور مرشحي الإصلاح قديمة ولا تبعث على التفاؤل والسرور، باهتة لا تجذب الناخبين إطلاقا، لأن الإصلاح كان في ذلك الوقت مايزال يرى أن التصوير حرام، وفي الأساس كانوا يعتمدون على توزيع قطم الرز والسكر والزيت للناخبين حقهم مسبقا وبطريقة سرية.
حتى في مركز الاقتراع تشاهد أعضاء الإصلاح يتسللون بين الناخبين لترشيدهم واستقطابهم، ويشرحون لهم كيف وأي شعار يختارون. أما مرشحو المؤتمر، الصدق كانت صورهم محسنة وملونة وتلمع زيادة، لأن كل زلط الدولة معاهم. أيضاً كانوا يعتمدون على الميكرفونات الكبيرة وأيوب وعلى توصيل الناخبين من منازلهم إلى مراكز الاقتراع على متن سيارات شاصات وصوالين.
كما كانوا يقومون بتوزيع قناني الماء والعصير وبسكويت «أبو ولد» للناخبين حقهم، إلى جانب اعتمادهم على القوة الأمنية وكشوفات وأسماء الأطفال الذين تم ضمهم واعتمادهم في سجلات الانتخابات مؤخرا، يعني قبل موعد الانتخابات بأيام، وأغلبيتهم غير ناضحين. وأهم من ذلك كله، اعتماد المؤتمر على التزوير في الانتخابات، واختلاق المشاكل، وهذا هو الأهم في برنامجهم ومنافستهم في كل انتخابات حصلت. ورغم ذلك كله كانت أغنية «نشوان» تصدح بين الجبال وفي الوديان والقرى، وهي الأجمل في كل الانتخابات السابقة.

أترك تعليقاً

التعليقات