النصف التعزي «المحرر»!!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
حياة نعيشها بنصف والنصف الآخر نحمد الله. نصف راتب، نصف زواجة، نصف محافظة تزورها بعد انقطاع ثمانية أعوام. «الهجر يومين أو ثلاث أيام.. أما ثمان يا تعب حالي».
لقد زرت مدينة ومناطق الحوبان والتي تعتبر نصف تعز الواقع ضمن جغرافيا السيادة الوطنية. الحوبان كبرت وتوسعت وحلوة وخضراء. منازلها متناثرة على مساحة كبيرة تحاذي الخط الإسفلتي الممتد من أول نقطة أمنية «محررة» مطلع شمالا وصولا إلى مدينة القاعدة. هذا هو نصف مدينتي الجميل المتسارع بالبناء، يقطنه النازحون والهاربون من ويلات الحرب وجرائم وبلطجة مليشيات الإصلاح في مدينة تعز جنوبا نصف تعز الآخر.
نصف محتل ويخضع أكبره لسيطرة مليشيات حزب الإصلاح، وغربا من نفس النصف المحتل أيضا يخضع لسيطرة المرتزق طارق عفاش.
نفسي كنت أستطيع زيارة الأهل والأقارب في النصف الآخر المحتل وبدون مشاكل وخوف، لكن ذلك صعب، وتهور. ومن المؤكد ستدفع مقابله حياتك، وأنت مناهض لفساد وانتهاكات من يحكم ويطبق الخناق على أبناء المدينة ويرتكب أبشع الجرائم، والتي آخرها كانت جريمة افتهان المشهري.
لقد فاحت من هذا النصف الجغرافي التعزي المحتل الانتهاكات بمختلف أنواعها. جزء تحكمه عصابة أفرادها قتلة وفاسدون، وبسببهم تتكرر الجرائم، وأصبحت ترندات يمنية ودولية، وأخبار غير سارة تتدفق من هذا النصف لتشوه النصف الآخر «المحرر» الحوبان.
وبالأصح أعمال وانتهاكات مليشيات الإصلاح المتكررة تشوه تعز وأبناءها بشكل عام. أيضا ليس كل من يقطن في النصف المحتل سيئ، فهناك الكثير يرفض سياسة وتصرفات المليشيا الإخوانية.
لقد اقتربت من النقطة الفاصلة التابعة لمليشيات الإخوان جنوبا، صوبت نظري نحو هذا النصف المحتل أمانة توارى واختفى الشوق الذي جمعته طوال ثمانية أعوام لقريتي مسقط رأسي، والذكريات تبخرت وتوارت. قريتي وأهلي الذين هم ضمن النصف المحتل أنا أعتذر إليكم هناك شق وفاصل أوجده المحتل لتصبح تعز نصفين؛ نصف الحق ونصف الباطل.
أثناء هذه الزيارة إلى قرب النقطة الفاصلة كنت برفقة الزميل والصديق جميل المقرمي قلت له: هيا دور، ورجعنا للخلف نحو الحوبان. نعود حيث الأمن والاستقرار والهدوء وطيبة الناس، وحيث الأسعار رخيصة والدولة والقانون والقرار واحد في الحوبان وحده، وتعايش بين جميع فئات الناس وبدون تمييز وفوارق.
أختم مقالي هذا الذي كتبته من النصف «المحرر» بالشكر لصديقي وأخي الطيب جميل المقرمي الذي استقبلني، وخرجنا معا لزيارة أماكن عديدة حلوة في النصف التعزي «المحرر» مدينة الحوبان.

أترك تعليقاً

التعليقات