يقشط قطمة كدم!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

الذين يحلمون بالسفر والعيش في أوروبا وأمريكا، والله إنكم مخدوعين بعالم مغرر فيه ووهمي، عالم كل واحد بعد حاله! يرضيك إنه يجزع جنبك «ستيف» يجري هو وزوجته يتريضون وأنت تحسدهم تشتي تقوم تنبع معاهم، لكنك مستحي، والمرة حقك بالبلاد ترعي الغنم؟!
يرضيك يجزع «روبن» من دون ما يصبح عليك أو يضرب لك سلام أو يسألك عن حالك، أو إذا ما كنت حصلت شغل أم لا، أو يسألك إن كنت حصلت ضمانة، وترد عليه: لا، وهو يقوم يوعدك أنه بيشوف لك ضمانة، وتجزع السنة وهو على وعده ولا فعل لك شي ومحرج منك بحالة؟!
يرضيك أن تتغدى خصية وحيد القرن مع فطائر لها أربعة أيام بفريزر الثلاجة؟! أنت هنا يا صديقي توجش أربع حبات ملوج أو قطمة كدم مع حرضة سلتة، أمانة هناك في أوروبا لاتحنب حنبة الجن!
في أوروبا حاجات حلوة، وطالما أنت إنسان اجتماعي وثقافتك وعاداتك مختلفة فلن تفيدك بشيء. أنت لو حصلت صديق هنا في اليمن وجزع متعامس عليك، ما عاد تقدر تتغدى ولا عاد تطعم القات. أو إذا حصلت صديق وهدرت معه واستأذنك بأنه مشغول تجلس تحسبها أسداس وأخماس هنا إذا حصلت صديق بالشارع ما قلت له: «أي خدمات؟!» حتى لو أنت مطفري، يتحسس منك... وأنا ليش أروح اتكعف أنماطهم وعاداتهم عشان راتب مقابل لجوء سياسي وأجلس مشدوه ومشتاق لليمن، مرة أسمع أيوب طارش ومرة الحارثي، أو أجلس أجري بالشوارع وأحلم اننا أحصل يمني يفهمنا وندردش أنا وهو عن البلاد، أو أخبط عشرين شارع أبحث عن مطعم يمني فيه عصيد وإلا سلتة، وبالأخير ألاقي المطعم مغلق لأن صاحبه يحتفل بعيد رأس السنة؟!
قدنا هنا في بقعتي مرتاح على الحاصل، ألاقي «مكرد» في الشارع يسألنا عن النص الراتب، وفي الحارة أصادف «علي غالب» ويطلبنا حبة دخان، ويسألني إن كنت حصلت غاز أو لا، ويقوم يحلف أنه بيعطينا حقه الدبة الاحتياطية، وأنا مدري أرفض أو أفرح بعرضه هذا!!

أترك تعليقاً

التعليقات