عرطوط في شارع الرباط
 

عمر القاضي

عمر القاضي / #لا_ميديا -

مساء السبت الماضي كنت برفقة الرفاق نذير الجبزي وعمار الأصبحي وياسين الجبزي، عائدين من الستين الغربي في سيارة رفيقنا زاهر الحمادي. دخلنا شارع الرباط وهناك استوقفتنا نقطة أمنية قبل التقاطع الذي يربط شارع الرباط مع شارع 16.
استوقفنا شخص كان يرتدي زياً عسكرياً، سأل الرفيقين نذير وزاهر عن أوراق السيارة. فاعتذر رفيقنا زاهر (صاحب السيارة) عن عدم وجود الأوراق حينها، لأنها في إطار المعاملة. وقدم للعسكري جواز السفر بدل ذلك.
انتقل بعدها العسكري لإكمال مهمته الأمنية في تفتيش ما في داخل السيارة، فنظر إلينا واحدا تلو الآخر. كنت وقتها قاعداً في الكرسي الوسط مرتدياً فنيلة حمراء وفوقها جاكت أسود. العسكري شقص الفنيلة الحمراء وقال: لابس أحمر، محتفل بعيد الحب. وطلب من زميله الآخر أن ينزلنا، ثم طلبا من رفيقنا نذير الجبزي أن يجنب السيارة.
جنبنا السيارة وقد تم استدعاء شخص آخر لا أتذكر اسمه، فقط ما أتذكره أنه أبو... وبس.. أبو من؟ مدري. عشان يحقق معانا في موضوع الأوراق وفنيلتي الحمراء، التي ارتديتها من دون قصد الاحتفال، وفي ثاني يوم من مرور عيد الحب المستفز لبعض أفراد النقاط الأمنية، أمانة يشعروك أنهم أثوار أمريكية أو ثيران إسبانية.
المهم هذا أبو مدري أيش، كان شاباً ثلاثينياً، يرتدي ثوباً ودجلة سوداء فوقه، طلع هذا الشاب مسؤول النقطة، اقترب للتحقيق معنا. فسأل كلاً من نذير وزاهر عن أوراق السيارة، بكل احترام وأخلاق وأدب، ثم وجه لهما نصيحة بإكمال معاملات أوراق السيارة. ولم يتطرق أبداً لموضوع الفنيلة الحمراء.
الذي استفزني منطق العسكري السابق الذي حاول أن ينزلنا بذريعة أني أرتدي فنيلة حمراء، رغم أنني ارتبكت لأنني كنت حينها مش مركز أنني أرتدي فنيلة حمراء بالصدفة في ثاني أيام عيد الحب، كما أني اعتدت أن أرتدي في أغلب الأوقات فنايل حمراء وخضراء وزرقاء وغيرها من الألوان.
فقد سبق أن ارتديت فنيلة خضراء وصادف ذلك مع موعد الاحتفال بالمولد النبوي في العام الفائت، ومن دون قصد. وقد شك بعض المناهضين للاحتفال بالمولد النبوي من ارتدائي للفنيلة الخضراء.
أيش في يا جماعة..؟ إذا ارتدينا فنيلة خضراء بالصدفة انزعج طرف معين، وإذا ارتدينا فنيلة حمراء بالصدفة انزعج الطرف الآخر. المهم ربك سلم، وإلا كنت يا عمر تعرططت بجولة الرباط. إذا الشكليات والألوان تزعجكم فهذه كارثة بحق المجتمع واليمن. انظروا إلى ملامح اليمنيين، اعرفوا شعورهم وقناعتهم ومعاناتهم وأوجاعهم ومواقفهم، ساعدوا المشردين في الشوارع والجوعى والعراطيط، كافحوا الفساد في المؤسسات الحكومية والخاصة، كافحوا الأخطاء الطبية والفساد داخل المستشفيات والتعليم والمنظمات، كافحوا المرتزقة والمجرمين والمهربين الذين يقتلون الشعب يوميا أكثر مما يقتلنا العدوان، كافحوا التطرف والبطالة والفقر والأمراض.
استعدوا لمواجهة حرب الفيروسات القاتلة التي تنشرها المخابرات الأمريكية لقتل الشعوب الأخرى، قدموا الخدمات للشعب، كافحوا ملامح الدمار الذي طال البنية التحتية، كافحوا المرتزق حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر وكل من يقتل الشعب، مش تكافحوا الفنايل الحمر وعلب البيبسي الحمراء.. ولا بد أن تعرفوا أن هناك جيشاً أحمر ناهض الامبريالية الأمريكية القذرة لسنوات، ولقنها أعظم الدروس.

أترك تعليقاً

التعليقات