شفتم كيف يا خبرة!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

يعني ماعاد فيش أخبار إلا أخبار هذا المبعوث المتسكع غريفيتث في أراضينا كما لو أنها حق أبوه. أنا ما مستغرب إلا من المواقع الإخبارية الشغالة مع المبعوث تغطي تحركاته هكذا: «المبعوث وصل اليمن»، «المبعوث في عدن»، «المبعوث يلتقي مرتزقة الشرعية»، «المبعوث يزور صهاريج عدن»، «غريفيتث بالحديدة لأجل تطبيق اتفاق السويد وفتح ميناء الحديدة»، «المبعوث يناقش أزمة المشتقات في صنعاء»، «المبعوث يلتقي بقيادة أنصار الله لمناقشة فتح مطار صنعاء». ولحدك والآن والمطار مكانه مغلق. وميناء الحديدة مرة يقصفوه ومرة يفتحوه. والمبعوث غير قادر على فعل شيء. فقط ما يستطيع فعله هو إصدار بيان غامض يدين فيه الجميع، أصحاب المحلات التجارية والمؤسسات والأحزاب والجمعيات والبساطين وحتى الموظفين الذين بدون رواتب.
ولا تدري في البيان حقه إنه ضد الحصار أو معه، أو هو مع مطالبنا المشروعة أو ضدها. بالفعل هو ضدها.
اسمعوا يا قيادة أنصار الله، المبعوث والله ما بيده شيء، ولا تجلسوا مقعيين تسمعوه. مهمته في اليمن هي لمعرفة انطباعاتكم وحالتكم النفسية والمادية، هل مازلتم أقوياء أو ضعفتم. عشان يرفع تقريراً لخبرته. وأنتم تعرفوا جيدا من هم خبرته وماذا يريدون منا.
على ضوء ذلك، العدوان يبدأ القصف مجدداً أو يختلق أي مشكلة للضغط على هذا الشعب لأجل الاستسلام، وهذا صعب جدا.
بالله عليكم أيش الذي فعله المبعوث الجديد والذي سبقه منذ بعثوهم إلى اليمن؟
الحصار مازال واقعاً. والعدوان مازال يقصف ويندف المواطنين والأطفال. ورواتب الموظفين ماتزال مقطوعة. ومطاراتنا مازالت مغلقة. وجورج واشنطن رافع رجل فوق رجل، يتروفل بالدولار حقه فوق عملتنا.
تخيلوا من يوم بعثوا غريفيتث لليمن مش قادر يفتح حتى حارة داخل تعز. طيب ليش جالسين تصدقوه، وهو يتجول مع نائبه الهندي ومترجمته الشقراء في اليمن، كما لو أنهم أتوا يمنتجوا فيلم هندي. بالله عليكم لحد الآن والأمم المتحدة ومبعوثها مش قادرين يستوعبوا أيش الحاصل باليمن. على غيري.
يا مبعوث أممي لا تحسب إنك أخطر واحد وما حد فاهمك. ولا تفتكر أن اليمنيين سعداء بقدومك لليمن. قدومك لليمن كعدمه لأنك لم تحقق شيء. إذن لماذا قدمت لليمن؟
والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل لحالها مشغولة تغطي تحركاته كأخبار عاجلة. المبعوث وصل، المبعوث غادر وهو مستاء مننا. يا عيباه. عاده كمان مستاء. نحن الذين نلبج منذ 5 أعوام ومحاصرين ومدقدقين بحالة. والزعل للمبعوث. شفتم كيف يا خبرة. يحاصرونا ويقصفونا وإذا صرخنا واستنجدنا العالم يزعل ليش نصرخ.
وإذا ردينا على العدوان بصاروخ ما به شيء. العالم كله يزعل ويدين. ولا عاجبهم شيء. مافيش غير الرد القاسي لكل معتدي غازي حقير.

أترك تعليقاً

التعليقات