مزاجه خرنج
 

عمر القاضي

عمـر القاضـــي / لا ميديا

نشر أحد الأصدقاء صورة في صفحته على "فيس بوك"، لكن إدارة "فيس بوك" كعادتها تظلل الصور من هذا النوع الذي ستعرفون محتواه لاحقاً. ومش كذا وبس، كمان الإدارة تكتب فوق الصورة المظللة عبارة مضمونها هكذا: "ربما تعرض هذه الصورة محتوى صادماً وعنيفاً". هل تريد فتحها؟! يا ساتر!
أيش فيها يا خبرة؟! 
فتحت الصورة وظهر محتواها جثث وأشلاء أطفال ونساء استشهدوا بمجزرة ارتكبها العدوان السعودي الإماراتي الحقير ابن الحقير بالحديدة.. يقتلوننا بكل بشاعة، وبعدها تقوم إدارة "فيس بوك" الأمريكية بتظليل صور ضحايا المجازر، بذريعة أنها صور صادمة ومزعجة وستخدش شعورنا! من متى كنتم حريصين على شعورنا يا وقحين؟!
شاهدتم! بعد أن يقتلونا بأخطر الأسلحة والمحرمة دولياً، يحرصون على شعورنا من الخدش والصدمات!
لا تصدقوا أفكارهم! فقط هدفهم من ذلك هو تظليل وإخفاء بشاعة مجازرهم في اليمن من الفيس وبقية تطبيقاتهم الافتراضية التجسسية، حتى لا ينكشفوا أمام العالم. 
مش عارفين أن بشاعة جرائمهم التي ارتكبوها في اليمن قد شاهدها أغلب سكان الأرض.
معاكم خبر؟! قلك لا تفتحها لأن محتواها عنيف وصادم!
 شاهدتم على زيف؟! يحرصون على شعورنا من الانصدام والزنبريطة والخدش الفارغ! أنا أخدشكم!
تدروا ليش؟! لأنكم تخدشون شعورنا مرتين، أولاً بارتكابكم أبشع الجرائم بحقنا وبدون حق، وثانياً محاولتكم إخفاء وتظليل صور تلك الجرائم حتى لا يشاهدها المشتركون في تطبيقاتكم الحقيرة التي تديرها أمريكا. 
 كان عليكم تظليل أفلام الرعب الكاذبة التي تنتجها هوليوود حقكم، لا تظليل صور الجرائم الحقيقية التي ارتكبتموها بحقنا. 
 لا تستغربوا من حقارة التطبيقات المزيفة والخادعة التي تروج للكذب وتطمر الحقيقة ومعاناتنا، فأغلبها تطبيقات تجسسية وأمنية تشرف عليها الدول الرأسمالية بقيادة أمريكا. 
وما يجغرك إلا الناشطين الرخوات حقنا الذين ينزعحون من مشاهدة صور ضحايانا الأطفال! 
تحاول تفتح لناشط خرنج صورة أو مقطع فيديو محتواه مجزرة نفذها العدوان في صعدة، إلا يرد عليك هذا الناشط: غلق غلق! بتعكر مزاجي!... أحاول إقناعه: طيب بالأول شاهد الفيديو. لكنه يرفض تماماً، مبرراً بأن مزاجه سيتعكر. 
 طول الليل وهذا الناشط الخرنج جالس أمام شاشة مسطحة يشاهد أفلام رعب لمصاصين الدماء وهم يرشفون دماء أطفال أحياء، وينهشون جسد فتاة طويلة شقراء... يشاهد تلك الدراما الزائفة الهابطة بحماس وتعاطف وحزن، أما أشلاء ودماء اليمنيين ضحايا القصف السعودي تعكر مزاجه وتخدش صلعته!
يشاهد فيلم رعب يلحق فيلم للفجر، منتظر وصول البطل الأمريكي لينتقم للطفل والفتاة الشقراء درامياً! ومقاطع فيديوهات الأبطال اليمنيين الحقيقية التي ترفع الرأس وهم ينتقمون لضحايا القصف باقتحاماتهم الأسطورية ضد العدوان الغازي في جيزان، يرد عليها هؤلاء الخرنج إنها فوتوشوب و... الخ. ناشطين خرنج بحاجة إلى فتشبة!

أترك تعليقاً

التعليقات