«أوكار» لله يا محسنين!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
تخارجنا من الكم الهائل لعدد مقرات حزب الخونج العفن في العاصمة صنعاء.. يا لطيف كم كان لدى هذه الجماعة الدينية من مقرات تنظيمية وجمعيات ومؤسسات وبجميع ألوانها المشبوهة، إلى مراكز دينية وإعلامية بمسميات شتى.
مئات القطاعات والشقق التابعة للحزب وتحت مسميات ويافطات وهمية، لم تكن مقرات وإنما كانت أوكاراً للتحريض على العداء والخبث والاغتيالات والأعمال المشبوهة. وعددها أكثر من أعداد المرافق الحكومية «دبل».
تدخل حارة تجد لوحة معلقة فوق باب عمارة اسمها جمعية «آية». تجزع حارة أخرى تصادف لوحة مكتوباً عليها مؤسسة «رحيق» لمساعدة مسلمي كشمير والشيشان. تذهب عند صديقك تخزن، وأنت غشيم ما تعرف مكان منزله، يرشدك بأن تنزل جوار مؤسسة «القدس». أوكارهم أصبحت معالم.
هذا من خلاف مقرات المدارس والكليات والمعاهد والمستشفيات والنوادي الخاصة. من غير المحلات والشركات التجارية والمطاعم و.. و.. إلخ...
وأنا ايش معي من أول ألف وأدور وأسرد لكم أوكارهم. كنت باختصرها لكم بأن مليشيات الخونج كانت دولة داخل دولة وخلاص. دولة مخفية مصغرة وضد كل شيء. والحمد لله تخارجنا منهم ومن خبثهم وحقدهم.
أيوه. إلا واقبلت المنظمات الدولية تبسط كما لو أنها بديلة للخونج، أقبلت تفتح منظمات وتتكاثر وتفتح فروعاً وبجميع أنواعها، «ديمة خلفنا بابها». أيوه، لا نستغرب أن يقول «بعض العميقين» بأن المقارنة مش موفقة. أنا بوفقها لك يا عبده عميق.
منظمات ومؤسسات وجمعيات ومبادرات وائتلافات وتكتلاث ومجموعات ونوادٍ وبمسميات عديدة. الأولين كانوا يتسولوا من اليمنيين باسم بعض الشعوب؛ كفلسطين ومسلمي مدري أي بلاد، نعم اللي تعرضوا لهزة أرضية، وإلا يخترعوا أي أكذوبة.. وهات يا حلب لليمنيين، وكلها لجيوبهم.
«لله يا محسنين، غزه تستغيث».. «الشيشان تُلبج ساعدوهم أثابكم الله».. «مسلمي روسيا بين البرد وبحاجة للدفء والبطانيات».. ومن هذا الشغل. الآن المنظمات تمارس العكس، تشحت العالم باسمنا، مستغلة حزننا ومصيبتنا وقهرنا وحربنا، وتوزعها لموظفيها بالدولار. وإذا زاد قليل كفائض أقاموا فعالية للمرأة تحت عنوان «من حقك أن تقفزي خطوتين إلى الأمام». وإلا يشتروا شوية قناني شامبو وكريمات وصابون ووزعوها للمناطق النائية.
بجد أصبح دور عمال المنظمات مستفزاً كثيراً، يوزع لك شامبو وصابون.. إيش المناسبة؟! فقط استفزاز واستخفاف.. يشعرك كما لو أنك وسخ وبحاجة للنظافة، بينما هو النظيف والمحسن. السارق المستفز والقذر ذلك الذي يوزع لك أدوات النظافة وهو متسخ من الداخل والخارج.

أترك تعليقاً

التعليقات