تعز الخارج
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا

سمعت كلمة سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، التي ألقاها عن محافظة تعز في إحدى الفعاليات بصنعاء مؤخراً. 
في بداية كلمته قسم تعز إلى تعز الداخل وتعز الخارج، على وزن دبع الداخل ودبع الخارج. 
سلطان ضغط كل ما يحصل في تعز الداخل (المدينة) حيث المليشيات
 الوهابية والقاعدة بلمحة سريعة مختصرة. خفة دم، بينما الحديث عنها كثير جداً مما ذكره سلطان. هدف سلطان هو الوصول بحديثه للمرمطة بالمشرفين واللجان والأمن بتعز الخارج.
ركزوا! تعز الداخل وتعز الخارج تسمية أطلقها الشيخ وخاصة به. يعني لو اتصل لك صديق من تعز، من المؤكد أنك ستسأله مرة أخرى: أنت في تعز الخارج وإلا في تعز الداخل؟! شفتم على فوائد من تسمية الشيخ؟!
 الجميع يعرف تعز واحدة. 
وبسبب الحرب تقسمت.
ومستقبلاً ستعود لأصلها.
لا تستغربوا! كعادته، الشيخ سلطان يعجبه التقسيم الفيدرالي. لقد قسم اليمن زمان إلى خمسة مخاليف. 
سلطان يقصد بتعز الخارج شرق تعز ومدينة الصالح في الحوبان إلى القاعدة، المناطق التي تقع تحت سيطرة اللجان الشعبية والجيش الوطني، وكانت هدف حديثه في الفعالية. سلطان لم يذكر ما يدور في المخا وبقية المديريات والمحافظات من مجازر ودمار.
الشيخ سلطان مناضل وله وجاهته ومكانته وأنا أحترمه كثيراً. وباعتباره أحد أعضاء المجلس السياسي، كان الأجدر به أن يتحدث عن اليمن أجمع بدلاً من الانزواء في تعز الخارج. لذلك ذهب يسرد مساوئ الأمن في تعز الخارج حتى نهاية كلمته، برغم أنه قال في بداية حديثه: لا توجد أي مقارنة بين تعز الداخل 
لذلك قام بعرض تعز الخارج حيث تواجد اللجان الشعبية عبر حديثه الذي طغى فيه التحامل. وأنت تسمع كلمته عن تعز الخارج ودور الجهات الأمنية هناك، تشعر وكأنها سبب ما يدور في تعز، وأنها أسوأ من تعز الداخل المدينة حيث أبو العباس والإخوان والقاعدة وسواطير الذبح والقتل وكسر الأقفال ونهب الأراضي. 
الشيخ قال إن النقاط الأمنية في تعز الخارج بالحوبان تعتقل كل المواطنين وبالذات المسافرين في الليل.
ركزوا! قال تعتقل كل المواطنين! طيب يا شيخ سلطان كيف الناس يطلعوا وينزلوا ما كلمونا بذلك؟! يا شيخ لا تكن تصدق كل هدرة تصلك!
الصدق، هذه مش حالية؛ لأن حجم التزييف والتحامل فيها واضح على اللجان الشعبية والأمن هناك وبشكل عام.
ممكن أسمعها من توكل والا من ناشط منحنٍ خرنج! لكن منك؛ هذا شي ثاني! وكمان قرحتها في فعالية وأمام حشد وسائل إعلام مختلفة، وقد غطتها ووظفتها المواقع وقناتا "العربية" و"الحدث" التابعتان للعدوان، باعتبارها وجبة إعلامية دسمة مصدرها عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي. في نفس الوقت ما تطرق له عضو المكتب السياسي رافق صدور تقرير لجنة الخبراء الأخير عن الانتهاكات في اليمن.
وفي موضوع الانتهاكات، باعتباري أحد أبناء تعز سمعت كثيراً من المواطنين القاطنين هناك والمسافرين وهم يشيدون بدور النقاط الأمنية، وأنهم فور وصولهم نقاط اللجان الشعبية في الحوبان يشعرون بالأمان، بينما يشعرون بالخوف والقلق في نقاط الإخوان والسلفيين.
 سلطان تغاضى عن الانتهاكات والاعتقالات والضرب والشتائم يومياً، التي تمارسها مليشيات التحالف في تعز الداخل (المدينة) وبلطجات أغلب الجنوبيين بحق أبناء الشمال في الطرق والمدن، وذهب يتحدث عن معاناة أبناء سنحان فقط! أي منطق هذا يا شيخ؟! يعني بقية أبناء المديريات والمحافظات الأخرى يلبجوا ويقصفوا ويعتقلوا أمر عادي! أهم شي أبناء سنحان؟!
يا سلطان، باعتبارك يمنياً حراً كنت تستغل الميك أمامك وتتحدث عن معاناة شعب بأكمله، شعب محاصر مقصوف ملبوج، وتعز الداخل والخارج وسنحان خليهن جزء من بلاد تتعرض للعدوان والانتهاكات البشعة.
للأسف، المزايدة بتعز قده طباع بعض أبنائها، كانوا مع اللجان أو بحضن المرتزقة. يكفي مزايدة بتعز!
وللعودة لكلمة سلطان والتي تطرق فيها للانتهاكات والاعتقالات في تعز الخارج، فإن حديثه هذا جاء بعد اعتقال الجهات الأمنية هناك بعض أعضاء اللجنة السرية لتقصي الحقائق التي أرسلها الشيخ سلطان حسب قوله، وأن اللجنة الأمنية طلبت منهم معرفين للإفراج عنهم.
إذن، طرحه هذا طغى فيه الجانب الشخصي ضد الأمن، فقط لأنه تم اعتقال بعض أعضاء لجنته.
الجهات الأمنية هناك لها إجراءاتها الخاصة، باعتبارها منطقة تماس واشتباكات. ايش كنت تتوقع يا شيخ؟!
أنا أوافقك في بعض ما طرحت، أن هناك بعض الأخطاء ومبتزين وتعسفات... الخ. وفي نفس الوقت هناك إجراءات أمنية واشتباهات واشتباكات. أيضاً هناك المتسلقون وناهبو الأراضي، وهذا يحصل داخل كل ثورة ومكون جديد. ما فيش حاجة مكتملة.
تغيير ذلك لا يأتي بالنيل وإظهار دور اللجان الشعبية والأمن هناك كأنه سبب كل شي. أيضاً فهمت من كلمتك أنه إذا لم يمش ما طرحته في كلمتك، إن تعز الخارج بتسقط في يد الدواعش. يعني ما عد في عندك حل وسط للتغيير يا شيخ؟! 
في الوقت نفسه تتحدث عن تعز الخارج كما لو أنها مدينة أجنبية مستقرة وليست منطقة تماس واشتباكات.
هناك إيجابيات لم يتطرق لها الشيخ في دور الأمن بتعز الخارج، في الوقت الذي يواجه ضغوطات كبيرة ويتحمل على عاتقه مهمات كثيرة، منها مهام المجالس المحلية وقضايا المحاكم حتى مهام صندوق النظافة، وذلك نتيجة انقطاع العاملين وعدم الحضور وتأدية أعمالهم.

أترك تعليقاً

التعليقات