مكاسب غزة
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تشفق على الهازئين من الاحتفاء بانتصار مقاومة العدو «الإسرائيلي» وحلف الشر العالمي «الانجلو-صهيوني». وتشفق أكثر على الجاهلين لماهية الانتصار المتحقق في قبلة العزة «غزة». لكنك لا تملك إلا أن تتقزز من المسفهين لهذا الانتصار، والشامتين في المقاومة وكلفة تضحياتها النفيسة!
قد تتفهم غيظ الانهزاميين والمنبطحين لقوى الهيمنة بحلف الشر العالمي ولأنظمتهم الخانعة في المنطقة، من فشل رهانهم على جبروت البغاة المجرمين. لكنك لا تتفهم مكابرة العرب المتصهينين، حداً يفوق الكيان الصهيوني ويتفوق عليه في إنكار هزيمته وانصياعه مضطرا لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
يشعر هؤلاء بالغيظ لأن بيعهم وخيانة أنفسهم وأمتهم خسر، بعدما توهموا أن «الباطل منتصر»، وأن الحق لا محالة منحسر، وأنهم حينها سينتشون بأنهم في صف «المنتصر». هكذا يقنعون أنفسهم قبل غيرهم ليبقوا في غيهم يعمهون، يلبسون الباطل ثوب الحق، ويخلعون على الحق ثوب الباطل!
مُني هؤلاء بخيبة مُرّة وغصة حَرّة لفشل رهانهم على ترسانة القوة الغاشمة للعدو «الإسرائيلي» وحلف الشر العالمي «الانجلو-صهيوني» في تصفية فلسطين كلياً وإسقاط حقوقها نهائياً، في مقابل ما يتوهمون أنه تثبيت حكم أنظمتهم في المنطقة وتنمية مصالحهم تحت مظلة الاستسلام الذي يسمونه «السلام»!
لم يحدث ما أمله هؤلاء رغم كل جرائم حرب الإبادة العلنية واليومية طوال عام وشهرين من العدوان على غزة والطغيان في جرائم مسعى مسح غزة من الوجود وتسويتها بالأرض، مكاناً وكياناً، عمراناً وإنساناً، بزعم «القضاء على الإرهابيين» كما هي وصمة المقاومين لهم، في عُرف طغاة الإجرام العالمي.
قدمت غزة والمقاومة تضحيات نفيسة وكبيرة؛ لكن غزة لم تُمحَ من الخريطة، وبقيت حرة أبية للحيف والخسف، وبقيت مقاومتها قوية عصية على القصف والنسف، وبقيت فلسطين قضية مركزية قائمة لا قُطرية أو منسية، وحقوق الشعب الفلسطيني مشروعة وعادلة، مُثبتة ودامغة، لا مُسقطة ولا ملغية.
أكثر من هذا، مكاسب عدة، ليس أقلها بعث فلسطين مجدداً بزخم أكبر وانتشار أوسع، إلى واجهة المشهد في العالم أجمع، بوصفها قضية وطن وشعب يعاني الاحتلال والغصب، ويقاوم السلب والنهب، ويكافح للبقاء حياً بوجه آلة موت وحرب إبادة جماعية بشعة وعلنية، تدعى «إسرائيل» الإرهابية الإجرامية.
يبقى ثاني أهم مكاسب فلسطين وغزة من معركة «طوفان الأقصى» انكشاف أعدائها وسقوط أقنعتهم. وأن تعرف صديقك من عدوك خير من أن تجهله أو تبقى واهماً وتظن في عدوك خيراً، وفي صديقك شراً. هذا وحده يغير معادلة المواجهة وموازينها، ويكسب فلسطين قوة أكبر في جولات معركة انتزاع الحق وإزهاق الباطل.
أما اليمن الحر، قيادة وشعباً، فينظر إلى إسناد إخوته الفلسطينيين ودعم مقاومتهم الباسلة لعدوان الكيان الصهيوني «الإسرائيلي» وردع طغيانه الإجرامي، واجباً لا فضلاً، وأقل القليل مما يجب. ويشعر باعتزاز وفخر أن مكنه الله بفضله تعالى من أداء هذا الواجب بكل ما استطاع إليه سبيلا.
لا عزاء للمتفرجين المتخاذلين، القاعدين المتقاعسين والمتواطئين الخائنين، فقد كشفتهم الأحداث، وعرّتهم من كل ستار خادع، مثلما نزعت عنهم كل قناع، وأظهرتهم مع العدو مجندين لحمايته، طاعة وخضوعاً لحلف الشر العالمي: «الانجلو-صهيوني» العاجز عن حماية نفسه فكيف بأذنابه وأدواته؟!!

أترك تعليقاً

التعليقات