«رامبو» الإماراتي
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
"اش دعوه.. مالت عليكم.. وش ذا الحقد. حتى هذي ما تريدون تخلونها لنا. وش ذا، يا حسافة".. لسان حال كل إماراتي، تلقى وسط العيون صفعة الإعلام الحربي للجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية، بكشفه المشاهد الأصلية لواحد من الكمائن المُهينة المُذلة التي تعرضت لها القوات الإماراتية الغازية في اليمن، وفضحه كمية "الخرط" وزيف ادعاءات الفيلم الإماراتي السينمائي "الكمين"، وإفشال أهدافه.
حشدت الإمارات ألمع وأشهر الممثلين والمخرجين والمصورين العالميين، بقيادة المخرج الفرنسي العالمي "بيير موريل" مخرج فيلمي الأكشن (Tyken ، و Zone B13)، ورصدت موازنة مالية ضخمة، لإنتاج فيلم سينمائي يقدم القوات الإماراتية في حرب اليمن بوصفهم أبطالا خارقين للعادة على شاكلة سلسلة أفلام "رامبو" الأمريكية عن حرب فيتنام، لتغطية هزيمة القوات الأمريكية.
ظن حكام الإمارات، أنهم سيخرجون من حرب اليمن، بأوسمة يصنعونها وبطولات يختلقونها وإنجازات يفتّرونها وانتصارات يدَّعونها، وصورة ذهنية مهابة يُنمطونها في الأذهان، وانطباعات انبهار يعممونها في الوجدان، بأنهم و"جيشهم" أبطال أقوياء شجعان، أسود الغابة، خارقون للعادة، قاهرون للمناعة، مارقون على كل صعوبة وشدة، وكاسرون لكل حاجز ومنعة، بالغون كل هدف وغاية.. إلخ. 
توهموا أنهم بأموال نفطهم التي لا تُعد، يستطيعون أن يكونوا بالفعل في حكم مَنْ يُعد، ويُحسب لهم حساب ويعاملون على أنهم عدد، ولا سواهم في هذا الكون أحد، يفرض ما يريد ولا يُرد، ويُقدم على انتزاع غايته ولا يرتد، ويستحقون لذلك صفة المرد، وأن يكونوا في حكم المدد، حين يستغاث بهم وعليهم يعتمد، محاكين في هذا ما فعلته أمريكا في تعميم قوتها وبطولات وقدرات جنود جيشها الخارقة.
لا يُعلم على وجه التحديد كم أنفقت الإمارات على إنتاج هذا الفيلم، لكن المؤكد أن موازنته تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات إلى المئات. مع ذلك فإن هذا الإنفاق الضخم، ذهب هباء منثورا، في المواجهة مع اليمن، وإعلامه الحربي اليقظ وأرشيفه الزاخر بعشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف من التسجيلات الفيلمية الحقيقية لا التمثيلية، الواقعية الأصيلة لوقائع الحرب على اليمن ومع اليمن.
لم يكتف الفيلم الإماراتي، الأضخم إنتاجا في المنطقة، بادعاء بطولات معدومة وشجاعة مفقودة وأحداث مزورة، ونجاة حالمة؛ بل ذهب إلى تزوير بيئة التصوير، وتحوير طبيعة موقع الكمين واستبداله من طريق منبسطة في مديرية موزع، بمنحدر جبلي سحيق، لتبدو بيئة الموقع معقدة وصعبة على نحو يبرر وقوع الوحدة العسكرية الإماراتية في الكمين، لكن الحقيقة شهدت على جبنهم وأكدته يقينا.
كما زعم الفيلم، الذي حشدت له الأموال الإماراتية 400 محترف في الإنتاج السينمائي؛ شجاعة الوحدة العسكرية الإماراتية، ومواجهتها الجنود الأربعة في الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وتمكن ضباطها "الأبطال الشجعان" الخارقين للعادة والقاهرين للصعاب، من هزيمتهم وفك الحصار والنجاة. بينما الواقع أنهم لم يجرؤوا حتى على مغادرة مدرعاتهم، ولقوا مصرعهم داخلها جميعهم.
حاولت الإمارات بهذا الفيلم تحقيق انتصار في عالم افتراضي، بعدما تعذر عليها تحقيقه في العالم الواقعي، هناك في جبهات المواجهة على أرض ميدان المعارك، رغم أن مثل هذه المواجهات ظلت نادرة الحدوث، من جانب قوات الغزو الإماراتية، التي دفعها خوفها للتحصن ببدرومات المعسكرات، والرهان على طائراتهم الحربية والمروحية (الأباتشي) وبالطبع مرتزقتهم.
وسعت الإمارات بهذا الفيلم، إلى تدشين سلسلة من الأفلام السينمائية المحاكية لسلسلة الأفلام الأمريكية "رامبو" التي حاولت التغطية على الهزيمة المريرة والمذلة للقوات الأمريكية الغازية في فيتنام، وخروجها بعد 20 عاما من البغي والإجرام والطغيان والاستكبار، وتجنيد المرتزقة والاستئجار، مهزومة مدحورة تجر أذيال الخيبة والانكسار والحسرة والانحسار.
لكن الإمارات، رغم كل ما أنفقته من ملايين الدولارات على إنتاج الفيلم وصنع انتصار زائف في اليمن لقواتها الغازية، ورغم كل ما حشدته من إمكانيات فنية وتقنية عالمية للفيلم؛ سرعان ما هُزمت أيضاً في هذه الساحة السينمائية، بنيران رجال الرجال أيضاً، مجاهدي الإعلام الحربي للجيش اليمني واللجان الشعبية الأبطال في الإقدام والمواجهة، الشجعان بحق وحقيق.
نسي الإماراتيون أو جهلوا، أن الحرب مع اليمن، هي الحرب الأولى عالميا، التي توثق جميع وقائعها بالصوت والصورة، دون فلاتر أو فبركات أو استوديوهات اصطناعية أو كروما برمجية. توثيق ميداني دقيق لا يقل مصوروه شجاعة عن المقاتلين، ولا تقل انتصاراتهم شأنا عن انتصارات المعارك، ولا تقل بطولاتهم عن ملاحم المقاتلين الأبطال في الجبهات، وبالمثل تضحياتهم الغالية.
جاء رد الإعلام الحربي للجيش اليمني، بنشر المشاهد الأصلية للكمين الذي يتحدث عنه الفيلم، ويزعم تمكن قائد وحدة عسكرية إماراتية تعرضت مدرعاتهم لكمين نصبه لهم مقاتلون معادون (الجيش اليمني واللجان الشعبية) من تنفيذ مهمة جريئة (خارقة للعادة) لإنقاذهم. أظهر الإعلام الحربي حقيقة مصير 14 ضابطاً وجندياً إماراتياً لقوا مصرعهم جميعهم، وقتلهم تكبرهم وبغيهم وجبنهم أيضاً.
استطاع ملطام الإعلام الحربي اليمني، هذا الجيش الذي قدم عشرات الشهداء، وسطر بطولات فارقة، وجسد شجاعة نادرة، في تقدم صفوف المعارك والمشاركة فيها بالقتال وتوثيق مشاهد النزال، بكل بسالة وسكينة واطمئنان تعكس أصالة الإيمان؛ استطاع أن يئد السلسلة السينمائية لأفلام "رامبو الإماراتي" في مهدها، بتوجيهه هذا التنبيه الصادم للإمارات وغيرها، أن كل شيء موثق.
ليس هذا فحسب، فهذا الملطام (الانتصار) اليمني الإضافي للانتصارات في ميادين المعارك، أدان الإمارات بالكذب والخداع والزيف، وأفشل محاولتها التغطية على فاجعة الإمارات بمقتل وإصابة ما يزيد عن 300 ضابط وجندي إماراتي في عمليتين هجوميتين فقط بداية الحرب، قصف معسكرهم بصحن الجن في صافر مأرب ومعسكرهم بشِعب الجن في ذوباب تعز.
كان موفقا جدا، إبراز الإعلام الحربي في رده، هتاف المقاتل اليمني "يا عيال زايد، المصير الممات"، وهتاف مقاتل آخر في مطلع الشباب "أحدث الأسلحة بيد أجبن المقاتلين". تلك حقيقة أثبتتها وستظل تثبتها مجريات المواجهة في الواقع الميداني والافتراضي أيضاً، ولن تستطيع الإمارات تجميل صورتها السوداء الملطخة بإجرامها بحق اليمنيين وانتهاكها لسيادة اليمن وأراضيه وبحاره وجزره.
لتفاصيل أوفى، زوروا هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=ywoVyaNtNq0

أترك تعليقاً

التعليقات