دركتر!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

تعرفون ما يسمى «دركتر» ويستخدم في إزالة الحواجز والجدران وتعبيد الطرقات، ابتليت اليمن بواحد من هذه المركبات التدميرية، لايزال يستخدم رغم تجاوز عمره الافتراضي بسنوات وانتهاء صلاحيته، والاضطرار لدفعه «مداهفة» ليواصل التعبيد!
مايزال «هادي» لثلة من جوقة المنتفعين به، في حكم الصنم، ليس لكونه يعبد، بل لكونه أشبه بـ«دركتر» مزود بدقاق هيدروليكي، ليدمر كل أساس وثابت وكل ما هو قائم ويعيق، فهو إذن مجرد أداة جامدة للاستخدام، منزوعة المشاعر والتفكير والإرادة!
معلوم أن الـ«دركتر» من المعدات الثقيلة قياسا بوزن كتلة جمادها، ومعدل حركتها وسرعتها، وتركيبة وقود تشغيلها (الديزل) وما ينفثه من سحب أدخنة، والحال ذاتها، هي ما تبدو ماثلة في نموذج «هادي»، طبيعة وأداء ووظيفة أيضاً!
لا تتمسك قوى الهيمنة الدولية وأدواتها الإقليمية، بهادي لأنها تراه «رئيسا» أو «شرعيا»، ولا تصفق له جوقة «الشرعية» المارقة على كل مراجع الشرعية شعبا ودستورا ونظاما وقوانين، لأنه صنم يُعّبَد، بل لأنه يُعَبِّد الطريق أمام غيره لبلوغ غايتهم!
هذا لا يعدو تجنيا على «هادي»، بل هو محاولة لتوصيف دوره ومهمته في هذه الحياة، بالاستناد إلى مختلف أطوار نموه، بدءا من ميلاده في كنف أسرة تدين بالولاء والطاعة للاحتلال البريطاني، ثم نشأته جنديا في صفوف هذا الاحتلال!..
عمل «هادي» حارسا لضابط الاحتلال البريطاني في ما كان يسمى «السلطنة الفضلية» في أبين، ثم ضابطا تلقى تعليمه في بريطانيا ولخدمة مصالح «تاج الملكة»، ورغم شخصيته التابعة المنقادة المطيعة، كان «دبوره» حاضرا كالعادة!
لم يفلح نشاط «هادي» الاستخباراتي على قوى المقاومة الوطنية للاحتلال في وأد ثورة 14 أكتوبر، فرحلت بريطانيا ونقلت وظيفته لتفكيك دولة الاستقلال وجيشها المدعوم سوفيتيا، في حروب الأعوام 1972 و1979 و1994م وما تلاها. 
استمرت مهمة هادي التدميرية بحكم اختصاص دراسته العسكرية الأكاديمية «التفكيكية»، واستخدم بمعاونة تجمع الإخوان، في تفكيك مؤسسات الدولة، وفي مقدمها الجيش والأمن، منذ الدفع به للرئاسة وتنصيبه سياسيا رئيسا انتقاليا مؤقتا. 
وحين اصطدمت أزاميل هذا الـ»دركتر» بصخرة «أنصار الله»، جرى سحبه بونش بريطاني الصنع، سعودي القيادة، من صنعاء إلى عدن ثم إلى سلطنة عُمان ثم إلى الرياض، لاستئناف نشاطه التدميري واتخاذه عباءة «شرعية التدمير»!  
آن الأوان لإحالة هذا الـ»دركتر» إلى التقاعد، وكف استخدامه، وتزويده بوقود التشغيل، فضرر استخدامه غدا أكبر على مستخدميه، مع امتلاك المستخدم ضدهم أدوات أكثر فاعلية في التدمير وإلحاق الضرر، قياسا بتجارب استخدامها.

أترك تعليقاً

التعليقات