انكسار الطغيان
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
انكسر الطغيان أخيراً، بعون الله وفضله. انكسر أمام عنفوان الحق، وبأس اليمنيين وقوة صمودهم بوجه أعتى عدوان لتحالف إقليمي دولي باغٍ ومجرم، ضم أطغى دول البغي والتجبر والاستكبار، والإجرام بحق اليمنيين وحق الأمتين العربية والإسلامية.
واضح أن دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات ومن ورائهما الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية المتحدة والكيان «الإسرائيلي»؛ قد التقطت ووعت تحذير قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، الذي لخصه بكلمتين: «ستندمون إن فوتموها».
وواضح أيضاً أن المبادرة التي أعلنها رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، قد جاءت إنقاذاً لدول التحالف، وعلى رأسها السعودية، التي تلقت الأسبوع الماضي أقوى صفعات الردع لتجبرها وغرورها منذ حرب الخليج الثانية، أدركت معها الوجع.
لم يكن ثمة خيار آخر أمام السعودية ومن ورائها الحلف «الأنجلو-صهيوني».إما إنهاء العدوان والحصار أو استمرار عمليات الردع والوجع حتى كسر قرن الشيطان، في عقر داره. استهداف قلب السعودية وقبض روح واشنطن: منشآت النفط وموانئ تصديره.
استخدمت السعودية وحلف عدوانها الإجرامي كل ما بوسعها لكسر اليمن الجديد، الثائرة قيادته، والحرة إرادته، والمستقل بقراره. أمعنت في إجرامها بحق اليمنيين قتلاً وجرحاً، إفقاراً وتجويعاً، ترويعاً وتشريداً، أملاً بإعادة اليمن لحظيرتها ووصايتها وعبثها.
لكن اليمنيين صبروا وتوكلوا على الله ثم قيادتهم، فما خيب الله توكلهم، ولا خابت آمالهم في قيادتهم، وفي جيشهم ولجانهم الشعبية. كان نصر الله وعدا حقا، وقد تحقق بفضله. إعلان الهدنة هذه المرة فُرض فرضا على السعودية وحلف عدوانها، وسعت إليه سعيا.
لا تشبه الهدنة، هذه المرة، إعلانات الهدنات السابقة، التي ظلت إعلانات إعلامية للاستهلاك الإعلامي والتغطية على مسلسل إجرام تحالف العدوان بحق اليمن واليمنيين. هذه المرة سعت السعودية ودول تحالف عدوانها إلى الهدنة بكل جد واجتهاد للأمم المتحدة والدول الوسيطة.
وفور إعلانها، عمدت السعودية إلى إصدار أربعة إعلانات ترحيب: على لسان ناعق تحالف عدوانها، وحزنان خارجيتها، ومجلس وزرائها، وقيادتها (سلمان ونجليه)، فضلاً عن فرق «الدفع المسبق»: مجلس التعاون الخليجي، والتعاون الإسلامي، و»القامعة» العربية.. إلخ.
صحيح أن هذه الإعلانات المُرحِّبة والمُؤيدة، سعت إلى حفظ ماء وجه المملكة بتصوير السعودية طرفاً داعماً للشرعية فقط لا طرفاً رئيساً في الحرب. وصحيح أنها تعمدت الترحيب باتفاق الهدنة بين ما تسميه «الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي»، لكنها انكسرت هذه المرة صدقا.
لا سبيل آخر أمام السعودية لتَسلم، عدا أن تُسلم باستقلال اليمن وسيادته وحرية إرادة شعبه. لا خيار آخر أمامها. فلن يحني اليمنيون هاماتهم لأحد غير الله. ولن يخضعوا لأحد من خلقه، ولن يكونوا إلا أحراراً، يلفظون المرتزقة والخونة والعملاء كما يلفظ البحر الجيف.

أترك تعليقاً

التعليقات