لمن الجنوب؟
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

ما معنى أن يقيم التحالف الحرب السعودي الإماراتي عرضا عسكريا لتخرج قوات محلية أنشأها وسلحها هو في عدن، وبحضور قائد التحالف في اليمن، وأن تقام له مراسم طلب الإذن ببدء العرض واستعراض الكتائب أمامه، من دون حضور وزير دفاع هادي أو رئيس أركانه أو حتى وزير في حكومته أو حتى محافظ عدن؟!
هل يبدو هذا تحالفا عسكريا "داعما لسلطة هادي وشرعيته"؟! أم هو تحالف حاكم لعدن وجنوب اليمن، يتقاسم النفوذ فيه قطباه السعودي والإماراتي بقواتهما وقوات موالية لكل منهما يجاهر قادتها وضباطها وجنودها بولائهم المطلق لهما، وللراتب والرتبة منهما؟! ويباشر جني مصالحه وتقاسم "غنائم الحرب" علنا؟!
ما معنى "التحرر" المقصود هنا؟! وهل ما يسميه التحالف وهادي وجميع من لف لفهما "المناطق المحررة" ويرددون طوال 3 سنوات أنها "تشكل 80% من مساحة اليمن"؟! هل تبدو "محررة" بالفعل؟! ومِمَّن "تحررت"؟! وكيف...؟! وبمَن...؟! ولأجل مَن...؟! وما هي أبرز شواهد "تحررها" هذا وأنصع مظاهر الحرية فيها؟!
هل من شواهد "التحرر" سيطرة التحالف على كل موانئ هذه المناطق ومنافذها ومطاراتها والتحكم الكامل بتصاريح المرور منها والإقلاع والهبوط فيها، لدرجة إلغاء رحلات مدنية متى شاء، ومن دون حتى إبداء مبرر رفض التصريح بهبوطها أو إقلاعها...؟! أم تنامي عدد المعتقلات والسجون والإقصاءات والاغتيالات...؟!
الآن، مَن يحكم جنوب اليمن بالضبط؟! ولأي غاية؟! "التحالف" أم "حكومة هادي" أم "المجلس الانتقالي الجنوبي"؟! هل القرار في الجنوب لهادي أم للسفير السعودي "آل جابر" والبرنامج السعودي "للتنمية وإعمار اليمن"، أم لـ"مركز سلمان"، أم لـ"اللجنة الخاصة"، أم لحكام الإمارات وهيئة "الهلال الإماراتي"، أم مَن؟!
مَن المسؤول الآن عن ضبط الأمن في عدن ومحافظات الجنوب؟! هل هي قوات "الأمن المركزي"، أم قوات "الدعم والإسناد"، أم قوات "الطوارئ والدعم الأمني"، أم قوات "مكافحة الإرهاب"، أم قوات "العمالقة"، أم "قوات النخبة"، أم قوات "الحزام الأمني"، أم قوات "الحماية الرئاسية"، أم "الجيش الوطني" أم قوات "المقاومة"...؟!
لمَن سلطة الضبط والربط اليوم في عدن ومدن جنوب اليمن؟! لأيٍّ مِن هذه القوات؟!
أهي للقوات السعودية، أم قوات الإمارات، أم قوات "الدعم السريع" السودانية...؟! ولماذا رغم تواجد كل هذه "القوات" تحت عباءة ولواء "الشرعية"، يتسيد الانفلات الأمني وتتابع جرائم الاختطافات والاغتيالات والسرقات ونهب الأراضي والممتلكات...؟!
لماذا لم تؤمِّن كل هذه القوات، المتعددة نوعاً والمتنوعة لوناً والعديدة عدداً وعتاداً، عدن ومدن جنوب اليمن حتى اليوم؟! من يقول إنها "آمنة مستقرة" هل يستطيع إخبارنا لماذا إذن لم يعد هادي ليحكم فيها ومنها؟! ولماذا دول التحالف السبع عشرة لم تنتقل إليها، ولا تزال سفاراتها وقنصلياتها في الرياض؟!!
هل يعقل أن يكون من شواهد "أمن واستقرار عدن ومدن جنوب اليمن وتحررها" كل هذا السجل المثخن بالجرائم اليومية: خطفا واعتقالا، نهبا وسلبا، سطوا وبسطا، تحرشا واغتصابا وقتلا، تفجيرا وتدميرا، اشتباكا واحترابا... بين هذا الفصيل وذاك؟! ولماذا ممارسات "الشرعية" غير شرعية، دستوريا وقانونيا؟!
هل كل هذا وغيره من معطيات واقع جنوب اليمن العزيز اليوم هو ما يقصد به التحالف السعودي الإماراتي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي "حماية أمن اليمن واستقراره والحفاظ على وحدته وصون سيادته"؟! وهل يبدو حقا أنه يقاتل تحت راية هذا الهدف منذ 4 سنوات و4 أشهر؟! أم أن العكس هو الماثل للعيان؟!
أصيح بأسى وقلب مكلوم ودامٍ: لمن الجنوب اليوم؟! ويأتيني صدى آهات وعذابات أهلنا فيه: ليس لنا، ليس للشعب. ويظهر الواقع الجنوبي كقصعة تتنازعها أيادٍ عدة، وكثور جريح تزداد حوله السكاكين حدة من كل صوب وجهة.
أعان الله أحبتنا وأهلنا في جنوب اليمن، المغلوبين على أمرهم، من غير حول لهم ولا قوة، وعجَّل بتحررهم.

أترك تعليقاً

التعليقات