لو يدرون!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
لو يدري اليمنيون كافة، ويوقنون دون أي شائبة، بما يراد لهم أن يكونوا عليه خلال العقود القادمة، لأفاقوا من ملهاتهم الغاوية، وتوقفوا فوراً عن التخندقات العابثة، واصطفوا جميعا في خندق واحد هو اليمن المستقل، كامل السيادة، الحر من الوصاية.
لا يدري كثير من اليمنيين أن ما يجري في اليمن، وعدد من دول المنطقة، مُعد لهم سلفاً وعلناً دون أي مواربة، على مستوى مراكز أبحاث تابعة لدوائر القرار الغربية والأوروبية. ليس منذ اندلاع هذه الحرب العدوانية، بل من منتصف عقد التسعينيات!
يكفي ليعرف اليمنيون ما يُحاك للمنطقة واليمن أن يزوروا -مثلا- موقع «خليجي 2000»، أو كما هو عنوانه على شبكة المعلومات الدولية (gulf2000). زرته بالمصادفة، نهاية العام 2010، وهالني ما رأيت وقرأت من معلومات وتصورات وخرائط!
الموقع نتاج عمل بحثي يتبع المدرسة الدولية والعامة في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، ويركز على كل المعلومات الخاصة بالمنطقة، وتحديدا: دول الخليج، إيران، العراق، اليمن، سورية، السودان، الأرض المقدسة (الأردن، فلسطين المحتلة)، وأوكرانيا.
سيجد الزائر معلومات جُمعت بدقة، وتصورات وُضعت بجدية، ومخططات أُعدت بحرفية، وخرائط رُسمت لشكل المنطقة، وبدأ تنفيذها بكل همة مع بداية الالفية (2000)، بينها تصورات الدكتور مايكل إيزادي في جامعة كولمبيا بنيويورك عام 2006.
خرائط تشمل السكان (التعداد، النوع، العرق، التوزيع، التعليم...) والثقافة (الدين، المذاهب، اللغات، اللهجات...) والاقتصاد (النفط، الطاقة، المياه، الزراعة...)، والبيئة (التضاريس، الموارد... إلخ) والسياسة (تاريخ السلطات طوال 1400 عام).
وسيخلص الزائر لهذا الموقع وغيره من مواقع مراكز الدراسات المتخصصة بالمنطقة، أو ما يسمى «الشرق الأوسط»، إلى معرفة منظور الغرب الأوروبي والأمريكي للمنطقة، وكيف تسير نحو تفتيتها أكثر، ليصير خضوعها أكبر، ويصبح نهب ثرواتها أيسر.
لن يكون صعباً على الزائر والباحث إدراك أن ما يُراد لليمن هو تقسيمه إلى أسداس أو -في أحسن الأحوال- أثلاث، متنافرة متناحرة، مستباحة وتابعة لقوى إقليمية ودولية، وأن ما يُراد لليمنيين هو أن يكونوا عمالا، يبحثون عن كفيل في دول الجوار، هائمين في أصقاع المعمورة، طلباً للأمان والعيش الكفاف!

أترك تعليقاً

التعليقات