خَبَال!!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يصر الأمريكيون على التفرد حتى ولو كان في التعربد. بقدر ادعائهم «المِثال» في كل شيء، بقدر تفوقهم أيضا في الخَبَال!! والخَبَال: نقصان وفساد في الأقوال أو الأفعال، في العقول أو الأبدان، وضرب مِن الطغيان.
الخَبَالُ: اعتلال القلب، واختلال العقل، وانحلال الفعل. والاختبال وبال، يورث عناء الحال وسوء المآل. تلك حال حلف الشر العالمي: أمريكا وبريطانيا و»إسرائيل»، اقترن به العدوان، بكل زمان ومكان، حتى بلغ الطغيان!
لا غرابة، فالخَبَالُ نقيض العقل، ونقصان حائل، لرشد المسائل. زيغ حاصل، وزغ ماثل، ونزغ الباطل. وباء المفتون، مَن تلف قلبه، داء المجنون، مَن فَسَدَ عَقْلُه. لكنه سُّمُّ قاتِل، وصديد الجحافل، في نار جهنم الهائل!!
ذلك مصير المخبولين؛ عناء في الحياة وشقاء بعد الممات. فالخَبَالُ سيف مسنون، يشل يد المخبول، يعمي بصره المخلول، ويحبط عمله المعلول. هكذا يسوق الخبال صاحبه الى الطغيان، ويورده بالنهاية الى الهلاك!!
يسير حلف الشر العالمي في هذا الاتجاه. يمضي بكل تكبر إلى حيث يهوي به التجبر. يستعجل زواله المحتوم بكبرياء الموهوم، وطغيان شره المسموم، وفساد هواه المحموم، وإجرامه المعلوم، يظن نفسه الأقوى وأنه الأبقى!!
يتجلى هذا بوضوح لكل إنسان سوي، في بلوغ استكبار حلف الإثم والعدوان ذروته، وبلوغ تجبر شره ونهم شرهه للإجرام، الطغيان، في تكالبه على شعب أعزل في فلسطين وتكشير أنيابه بوجه كل من يتصدى له ويقاومه!!
كذلك من يوالون حلف الشر والعدوان، ويتبعون خطوات الشيطان، ويخضعون للطغيان، يقودهم الخبال نفسه إلى الهوان. يستحلون هذا الارتهان، يفجرون في الامتهان لأنفسهم ولشعوبهم ويسرفون في الانقياد لغواية الشيطان!!
يحدث هذا رغم أن حلف الشر العالمي خلع أقنعته الزائفة، وكشف عن وجهه الإجرامي صراحة. يجاهر برغبة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ويباشر دعم الكيان الصهيوني لهذا بالسلاح والمال والإعلام دون أي مواربة!!
مع ذلك، لا ينبغي أن نبتئس ولا أن نيأس. على العكس، فما يحدث اليوم يبشر أهل الحق بدنو الانفراج المؤمل ويعزز ثباتهم. كل أسباب سقوط الباطل، حلف الشر والإرهاب والإجرام، قد تأتت، ولا يلزم إلا الاصطفاف مع الحق المبين.
تلك سنة الله في الخلق؛ إمهال البغاة والطغاة دون إهمالهم، حتى يُشهد بغيهم ويتأكد بلا أي شبهة، ويتمدد طغيانهم فيكون وبالا عليهم بلا رحمة، ويكون زوالهم محتوما بلا أي رجعة، على أيدي أهل الحق المؤمنين بالله والموقنين بنصره تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات