قَيْظ الإذلال!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
سبحان من خلق الصيف والشتاء وما بينهما، وسخر سبل التكيف مع كليهما. ولعنة الله على من انتهز هذه الآيات، واتخذ منها أدوات وسياطا لإذلال خلق الله! يحدث هذا مع الأسف في مدينة عدن وسائر مدن جنوب البلاد الحبيبة. يعمد تحالف العدوان وأدواته إلى ترويض الملايين من أهالينا بسياط الخدمات، لجعل أقصى أحلامهم وأمانيهم، مجرد البقاء أحياء!
لا تجد تفسيرا مسؤولا أو مبررا معقولا، لما يحدث في عدن ومدن جنوب البلاد، المسماة “محررة” كما يزعم تحالف العدوان وأدواته. يواجه أهالينا هناك، ويلات تدهور الأوضاع وتردي الخدمات حد تنامي الانقطاع، كما هي حال الكهرباء والمياه. يحدث هذا منذ بداية الحرب رغم أن لا أسباب قاهرة وراء ذلك، عدا حال الانفلات الإداري والخدمي والأمني، جراء الفشل والفساد، وغاية تعويم السياب وتعميم العذاب!
تخيلوا، لظى العيش في صيف لاهب، تتجاوز حرارته 45 درجة، مع انخفاض كبير لدرجة الرطوبة قيظ لاهب كنار تنور، على جلود جافة للبشر، حتى لكأنها لحوم تشوى! لكن لماذا يحدث هذا في محافظات لديها محطات توليد كهرباء عامة، تنتج مجتمعة 70% من إجمالي الطاقة الإنتاجية لمجمل منظومة الكهرباء العامة، القائمة في عموم البلاد حتى ما قبل اندلاع هذه الحرب العدوانية الحاقدة؟!
الإجابة، على لسان أدوات تحالف العدوان: انعدام المشتقات النفطية! كيف تنعدم المشتقات النفطية في محافظات ومدن، سلطاتها تستحوذ على إنتاج نفط وغاز حقول مأرب وشبوة وحضرموت؟! ولماذا قد تشهد هذه المحافظات والمدن، أزمات انعدام مشتقات نفطية، وتكون أسعارها الرسمية ضعف السارية في محافظات ومدن لا نفط فيها أو غاز، وتخضع سفن استيرادهما لحصار بحري؟!
حال تعز وعدن ومحافظات جنوب البلاد، تبعث على الأسى والحسرة، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. قرابة خمسة عشر مليون يمني، يعانون أشد المعاناة، في أبسط مقومات العيش، بجانب موجة غلاء فاحش لأسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والخدمات العامة جراء انهيار قيمة الريال وتجاوزه سقف 1150 ريالاً للدولار و295 ريالاً للريال السعودي، مقابل 560 للدولار و148 للسعودي بالمناطق الحرة!
لن تجد في تبريرات أدوات العدوان سوى الانتهازية في أبشع صورها، والاستغلال في أشنع أشكاله. فساد في أقبح وأفضح تجلياته، علناً دون مواربة أو خجل أو وجل. لا خوف من الله السميع البصير العليم بما يعملون، ولا خوف يظهر من شعب مغلوب على أمره، يغلي سخطا ونقمة على من يتشاركون افتعال هذا العذاب ويتقاسمون أموال استغلال حاجة المواطنين وابتزازهم والاتجار بمعاناتهم!
والأنكى، هو تتابع إعلانات سلطات العدوان، عن توقيع اتفاقيات صيانة محطات توليد الكهرباء، بمبالغ طائلة تناهز نصف قيمة تشييدها. من ذلك اتفاقية “صيانة محطة الكهرباء الغازية في مأرب، بقيمة 40 مليون دولار”! واتفاقية “صيانة محطة كهرباء الريان في المكلا بقيمة 25.5 مليون دولار”! واتفاقية “صيانة محطة كهرباء مصافي عدن بقيمة 109 ملايين دولار” ودون إنجاز الصيانة حتى، منذ 2016م!
هذه بعض ممارسات فصائل ما يسميه تحالف العدوان على اليمن “سلطات شرعية”! غيض من فيض فساد وإفساد علني، لمن يدفع تحالف البغي والإجرام بهم حكاما لليمن! غاية واحدة من غايات هذا العدوان؛ إخضاع اليمن لدوله عبر حكام تابعين لها، مهمتهم إفقار اليمن وإخضاعه لوصاية هذه الدول وأجندات أطماعها، وتعذيب اليمنيين وإذلالهم! ارتهان تام للخارج وأطماعه في مقابل إيهان عام للداخل ومقدراته وامتهان دامٍ لشعبه وكرامته!

أترك تعليقاً

التعليقات