سننجو
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

سننجو، برحمة الله ولطفه وتوفيقه سعينا، سننجو من جائحة كورونا كما أنجانا سبحانه وتعالى من قصف 280 طائرة لـ17 دولة حشدها تحالف الحرب لمسح مدننا وتسويتها بالأرض، ليلة 26 مارس 2015، وطوال 5 أعوام من التدمير والقتل والتمزيق والإفقار والحصار. سننجو بعون الله، وبيقظتنا ووعينا وتكاتفنا وسعينا جميعنا في أسباب النجاة، وعوامل الخلاص.
الاهتمام الحكومي وتفاعل سلطات الدولة، مع جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، جيد، واتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية الاستباقية، مبكرا، كان موفقا، واستمرارها بذات الحزم والعزم والجدية، حكوميا وأمنيا وشعبيا ومدنيا، كفيل بأخذ «الحذر من البينات» وتجنب الأسباب البينة لتسرب هذا الوباء إلى يمننا المعتدى عليه من أعتى وأغنى وأقوى البغاة.
هناك، ما يستحق الإشادة والشد على أيدي القائمين عليه، من خطوات وإجراءات، ولنأخذ -مثلاً لا حصراً- التحرك نحو إنتاج الكمامات محليا، موفق جدا على أكثر من صعيد يتجاوز حاجة مواجهة الوباء إلى إعادة تشغيل واحدة من أهم المنشآت الإنتاجية الوطنية، بعد عقود من الإهمال ومساعي الخصخصة والنهب المقنن: مصنع الغزل والنسيج في صنعاء، وطواقمه.
أيضاً التحرك نحو إنتاج المعقمات والمطهرات محليا ومنع احتكار مورديها وتجارها، موفق جدا. وكذا التحرك نحو استحداث نقاط أمنية في المنافذ وإنشاء المحاجر الصحية وتجهيزها..
التحرك نحو تخصيص 18 مسشتفى من المستشفيات القائمة لمواجهة الوباء حال انتشاره، موفق جدا، رغم كل المصاعب وشح الإمكانات والتجهيزات والمعدات الطبية، جراء الحرب والحصار.
كذلك التفاعل من اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة، واللجنة الفنية للاستعداد لمواجهة فيروس كورونا، مع البلاغات بحالات اشتباه الإصابة وإخضاعها للفحص في مختبرات الصحة العامة، وإعلان نتائجها أولا فأول بشفافية، موفق جداً، رغم شح كميات محاليل الفحص الخاصة، والتي آمل أن نسعى في إنتاجها محليا، وبحث إمكانية ذلك، والاستعانة بكل الكوادر اليمنية المخلصة.
الإجراءات الاحترازية للوقاية إجمالا، موفقة جدا، مع تفعيل الرقابة على الالتزام بها. وجهود التوعية، الإعلامية وعبر وسطاء الإعلام في الأحياء والحارات، ووسائط وتطبيقات التواصل الاجتماعي، موفقة جدا، قياسا بظروف استمرار الحرب والحصار، والإمكانات المحدودة المتاحة، وانفلات الحال في المناطق الخاضعة للاحتلال، إن لم نقل الإصرار على تسرب الوباء.
كل ما سلف ينم عن استشعار جاد لحجم المسؤولية، من قبل سلطات الدولة والمجتمع بمختلف فئاته، وهو يبعث على الإعجاب والتقدير، في جميع الأحوال. ومبهج جدا مبادرات الكوادر الوطنية إلى إيجاد حلول محلية لشح أجهزة التنفس الاصطناعي، عبر جعل كل جهاز يؤدي مهمة 4 أجهزة، في حجة، وعبر دعوة نائب رئيس مجلس الشورى للسعي في تصنيعها محليا.
يبقى، بنظري، من الآمال، تفعيل مصنع إنتاج الأكسجين الذي جرى افتتاحه في صنعاء، والعمل على رفع طاقته الإنتاجية إلى 100 ألف أسطوانة على الأقل. وكذا تفعيل صناعة محاليل الفحص للعينات محليا، بدلا من الاعتماد على منح منظمة الصحة العالمية، وتفعيل الأبحاث العلمية والمختبرية لإنتاج لقاحات مقاومة تقوي المناعة، إن تعذر إنتاج لقاحات علاجية.
يُضاف إلى هذه الآمال، تفعيل جانب الرصد الوبائي في الأحياء والحارات، عبر لجان مدربة، بجانب الـ300 لجنة استجابة طبية مع بلاغات حالات الاشتباه. وتجنب تخصيص مراكز للحجر الصحي داخل الأحياء كثيفة السكان، والتعاطي المسؤول بالهمة والجدية نفسها مع أوبئة الكوليرا، حمى الضنك، المكرفس، الكبد، التيفوئيد، السل، الجدري، الملاريا... الخ.
وبالطبع، يبقى من الآمال المنشودة، التوصل لوضع آليات بديلة لتأدية الأعمال والمعاملات والتعليم والاختبارات التعليمية عن بعد، وتجربتها وصولا إلى تعميمها، وتأمين المواطنين بما يعينهم على ترشيد خروجهم الآن والامتناع عن الخروج لاحقا إن استدعى الأمر، بصرف راتب كامل على الأقل، ليتمكن المواطنون من شراء احتياجاتهم الاستهلاكية وملازمة منازلهم.

أترك تعليقاً

التعليقات