سلاح حقير!
 

ابراهيم الحكيم

ابراهيم الحكيم / لا ميديا -

تابعت بازدراء توسيع هادي وحكومته دائرة استخدام "سلاح قطع الراتب" ليمتد إلى قيادات تناصر ما يسمى "الشرعية" لمجرد انتقادها أداء هذه "الشرعية" وارتهانها للتحالف، وفساد منظومتها العلني إداريا وماليا وسياسيا، ومجاهرتها باتخاذ الحرب حرفة وعذاب اليمنيين تجارة.
ثبت عمليا أن قطع رواتب غالبية موظفي الدولة، منذ 3 سنوات ويزيد، لا علاقة له بهدف الضغط على الحوثيين، ولا بذريعة أن الموظفين يقطنون في مناطق سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ ولا تخضع لسيطرة التحالف و"شرعية" هادي وحكومته المهاجرة معه.
الأمر كان منذ البداية، ولا يزال سلاح إخضاع وتنكيل بكل من لا يؤيد هادي وحكومته المهيمن عليها تجمع الإصلاح منذ 2012م وحتى اليوم. والأدلة كثيرة ليس آخرها تجميد راتب وكيل وزارة الإعلام لقطاع الإذاعة والتلفزيون في حكومة هادي، أيمن النواصري، لثلاثة أشهر.
تصوروا، مكتب "رئاسة هادي" يصدر توجيها بتجميد راتب وكيل وزارة في حكومته، لمجرد أنه دعا إلى "توحيد الصف الجنوبي"، وحذر من "مؤامرة تحاك على الجنوب"، ملمحا -لا مصرحا- إلى دعم السعودية لقوات محسن وتجمع الإصلاح، لفرض سيطرتها على محافظات الجنوب.
شخصيا، لم أتفاجأ كثيرا، فالحاصل أن ما من إنسان يزعم أنه رئيس دولة، ويزعم أنه "حاكم شرعي لشعب"، يقدم على قطع رواتب نحو مليون موظف وموظفة في جهاز الدولة، يعيلون ما لا يقل عن 10 ملايين يمني لمجرد أنهم قابلوا تخاذله في الرئاسة وخذلانه للشعب بخذله.
يتخذ هادي من الرواتب عقابا جماعيا، انتقاما من غالبية اليمنيين، ولمجرد أنهم لم يخضعوا لتسلطه وتجمع الإصلاح طوال 3 أعوام وإقصاءاتهما وتفكيكهما مؤسسات الدولة ورهنها للوصاية الدولية، وتركوه يواجه تداعيات سياسته التأزيمية، ولم يقاتلوا ويقتلوا لأجل بقائه حاكما لهم.
الرواتب سلاح سبق لهادي أن أشهره في وجه احتجاجات الشارع على الانفلات الأمني والتدهور العام للخدمات الأساسية، في العام 2014م، بإعلان وزير المالية في حكومة باسندوة أن "حكومته قد تعجز عن دفع مرتبات الموظفين خلال أشهر ما لم ترفع سعر المشتقات".
السلاح نفسه أعلن هادي صراحة استخدامه في لقاء موثق مع قناة "الجزيرة" نهاية سبتمبر 2016، عقب قرار نقله إدارة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، قائلا: "تأخر قرار نقل البنك خطأ أعترف به، ولو نقلنا البنك المركزي من البداية لحسمنا الحرب في ستة أشهر".
لم يسبق هادي وتجمع الإصلاح (الإخوان) أحد في العالم، حتى في أشد الأزمات والحروب، إلى استخدام مثل هذا السلاح، الذي يتفق أسوياء العالم أجمع أنه سلاح حقير، وضيع، وإجرامي، ويعدون استخدامه من جرائم الحرب، كونه يحرم المدنيين من مقومات العيش والحياة.
والأنكأ من مجاهرة هادي وحكومته باستخدام سلاح الرواتب، سلاح القوت، هو إقرار حكومة هادي موازنة تتضمن ترليوناً ومئات المليارات لبند مرتبات جميع موظفي الدولة وفق قوائم 2014، وزعم حكومته كذبا "صرف الرواتب لجميع موظفي الدولة في جميع المحافظات".

أترك تعليقاً

التعليقات