عداء سافر
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يزعم تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية والإمارات منذ ست سنوات، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية المتحدة؛ أن خصمهم «الحوثيون» كما يقولون. لكن الواقع أن خصمهم وعدوهم اليمنيون كافة، وأن هذا التحالف لم يدخر وسيلة للتنكيل بهم أجمعين. ويجاهر بهذا علنا حتى وهو يدعو إلى «السلام».
يتعامل تحالف الحرب العدوانية، مع اليمنيين على أنهم «حوثيون»، والأخيرة باتت تعني كل من لا ينصاع لدول التحالف ويخضع لها. وهذا بنظرهم جريمة تستوجب التنكيل، ولأنهم يفترضون أن كل من لا يواجه «الحوثيين» هو «حوثي» استحق العقاب والإعدام، فإنهم يتمادون في غيهم وعدوانهم، حد مساومة اليمنيين بحقهم في الحياة بكرامة.
يحدث هذا -مع الأسف- بصورة علانية وصريحة لا مواربة فيها حتى، رغم أن تحالف الحرب زعم بداية أنه يسعى إلى «حماية سلامة اليمنيين وحياتهم»، وكذلك «هادي» وحكومته المهاجرة. وهذا حسب زعمهم أحد أهم مرتكزات «شرعية» شن هذه الحرب، لكن حتى هذه اللافتة بان زيفها وتأكد بالبرهان، وسقطت بحصار الشعب وتجويعه وإذلاله.
استمرار حصار ميناء الحديدة والحظر الجوي على مطار صنعاء، يجاهر بعداء سافر لنحو 25 مليون يمني يقطنون محافظات سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني. ولا يوالون في غالبيتهم التحالف أو «هادي» وحكومته، بشهادة 6 سنوات من الصبر على قصف طيران تحالف الحرب السعودي الإماراتي، وحصاره البري والبحري والجوي.
يتعامل التحالف و»شرعية» هادي وحكومته، مع هذا الالتفاف الشعبي حول السلطة المناهضة لهم، بوصفه تأييدا لهذه السلطة في موقفها -والحق أنه كذلك لدى السواد الأعظم- ويرون لذلك أن غالبية الشعب اليمني يستحقون سياسات الترويع والتجويع، المتبعة منذ بداية هذه الحرب العدوانية، على أمل النجاح في ترويضهم وتطويعهم لأجندة التحالف!
فعلياً، لم يعد الأمر كما لم يكن في الأصل، تدخل التحالف درءاً لانقلاب سياسي أو لإنهائه، فلم يحدث عبر التاريخ، في ما نعلم، أن دام انقلاب ست سنوات، أو دام وصفه انقلابا أكثر من ستة أشهر. لكن التحالف السعودي الإماراتي يصر على الاستمرار في ترديد ترهة «الانقلاب» لكون ما حدث في اليمن انقلابا على وصاية دوله وهيمنتها على الدولة اليمنية.
هذه الوصاية والهيمنة، مازالت -مع الأسف- تمارس بصورة وقحة جداً، على ما تسمى «الشرعية»، بشهادة حالها المهين في الرياض وعواصم مصر والإمارات وتركيا وغيرها. حتى في عدن، لا قرار لما تسمى «الشرعية»، ولا شيء لها من الحكم فعليا، كما لا شيء منها تجاه اليمن واليمنيين، عدا بلاء الاحتذاء لها من دول التحالف، وتبعا هوان اليمنيين وإهانتهم بها، ليس إلَّا.
لا تخجل دول تحالف الحرب العدوانية، من ازدراء ما تسمى «الشرعية» وقياداتها، علنا وعبر وسائل إعلامهم وأبواقهم السعودية والإماراتية والعربية المستأجرة، وعبر مليشياتها المحلية المتعددة الفصائل والتشكيلات والمسميات، وليس آخر ذلك اقتحام مقر «حكومة هادي» واضطرار الأخيرة للهروب على متن زوارق إلى مقر قيادة تحالف الحرب في البريقة!
يبقى البديل الطبيعي والمتاح أمام اليمنيين، هو التمسك بحقهم في الحرية والكرامة والاستقلال والسيادة الكاملة على أراضيهم وأجوائهم وبحارهم وجزرهم، وبالطبع قرارهم ومقدراتهم، دون وصاية من أي طرف خارجي أو هيمنة. ورفض مساومتهم في هذه الحقوق الأصيلة والمطالب والتطلعات المشروعة لهم، في يمن حر مستقل ناهض وقوي، مهما كلف الأمر.
ولنتذكر دائماً، أن اليمن عبر تاريخه الطويل المعلوم، لم تقم له قائمة من حضارة وريادة وكفاية وعزة وقوة إلَّا وهو حر مستقل عن الوصاية والهيمنة. وإذا كان الحق لا يضيع مادام وراءه مطالب، فإن مقاومة المعتدين البغاة، المتجبرين والمستكبرين، السبيل الوحيد، لانتصار الحق ونيل العيش الكريم العزيز، فلا كرامة مع الذل، ولا عدل مع الظلم، ولا أمان مع الاعتداء، ولا سلام مع اللئام.

أترك تعليقاً

التعليقات