حرصاً على نيلهم الشرف
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
عامان إلا قليل وأنظمة دول «سايكس بيكو» تتفرج على مذبحة غزة، إن لم نقل بأن جلها متواطئة، بل ومشاركة في هذه المجزرة والمحرقة، وفوق ذلك فهي الضاغطة للمضي في إتمام المحرقة والمذبحة حتى النهاية، وبأموال شعوبها. ولولا شراكة هذه الأنظمة المتصهينة المجرمة وحرصها على استمرار هذه المحرقة ودفعها كلفتها، لتوقفت الإبادة الجماعية منذ شهورها الأولى. فهذه الأنظمة هي التي تدفع قيمة السلاح الذي يقتل أبناء غزة وتنقله وتوصله إلى موانئ كيان العدو وتمد الكيان بالنفط والغذاء... إلخ، وكذا تدافع عن الكيان بإسقاط الصواريخ والمسيّرات التي تستهدفه إسناداً لغزة وأبنائها، بما فيها صواريخ ومسيّرات الرد الإيراني.
لقد استطاعت غزة، بأهلها ومقاومتها وصمودها الأسطوري، أن تكشف عورات جل أنظمة العرب والأعراب، المطبعة منها علناً وفوق الطاولة أو المطبعة سراً وتحت الطاولة، وأظهرت أنها جميعها شريكة في بيع فلسطين وتضييعها، وشريكة في العدوان على أبنائها وقتلهم وتهجيرهم، وهذا اليوم في أوضح صورة، وأن الشعوب العربية والإسلامية تحكم اليوم خارج عروبتها وخارج إسلامها وخارج إنسانيتها، وهذه الشعوب وللأسف الشديد مستسلمة لمحتلها، الداخلي منه والخارجي، وهذا استسلام للعار والخزي الأبدي واللعنة الأبدية، والتاريخ لن يرحم أحداً في دنياه، وما ينتظره في أخراه أكبر.
لقد تعرت الأنظمة العربية والأعرابية وسقطت وسقط معها ما يسمى «النظام الدولي»، ومعه وهم قيم وأخلاق وإنسانية العالم، وكذلك وهم ما يسمى «الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان»، التي تدعيها زيفاً دول الغرب الصهيوني. ويحق لنا هنا أن نسأل: لماذا تصحو شعوب الغرب وتتحرك ضد جرائم الإبادة بالكلمة والإدانة والرفض، بينما بالمقابل تموت شعوب الأمة وتخنع وتخضع لعدوها في الداخل والخارج، وهي المنوط بها والواجب عليها قيمياً وأخلاقياً ودينياً وإنسانياً، والمعنية مباشرة بنصرة إخوتها المسلمين المظلومين المستضعفين المعتدى عليهم من عدو لها ولهم بالقتل المباشر وبالحصار والتجويع؟!
ومن الأسئلة: لماذا نركز على الأنظمة أكثر من الشعوب؟!
والجواب: لأننا لا نعفي الشعوب العربية وشعوب الأمة من مسؤولياتها؛ لكن التركيز على الأنظمة بشكل أكبر لأنها هي التي تطبع مع أعداء شعوبها وتجاهر بذلك، وهي التي تضغط على الشعوب لعدم التحرك وتعمل على خلق أولويات مزيفة من خلال الإعلام الموجه والتعليم بلا وعي، وكذلك حرصاً منا على الأنظمة والشعوب لنيل شرف مواجهة الظلم والطغيان والوقوف مع الحق ضد الباطل وتخلصها من الخزي والعار واللعنة الأبدية الناتجة عن خذلان غزة، ولهم في الشعب اليمني العظيم قدوة ومدرسة في الحرية والعزة والكرامة والشرف والثبات والنصر.
وما النصر إلا من عند الله، والله غالب على أمره، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات