للحمقى.. كلمة واحدة
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
نعرف جميعاً تلك الكائنات المنحطة التي تبحث بجنون فوق الباصات وفي الأماكن العامة عن الصامدين، ثم تقف أمامهم لتصيح بتذمر: «دمرتم البلاد يا حوثة، أنتم من جلبتم العدوان بصرختكم، قولوا للسعودية (حاضر) وهجعونا».
هؤلاء يسترخصون دماء الشهداء، ويستخفون ببطولات رجال الرجال، ويقللون من شأن شعب بأكمله.
إنهم يستهينون بالكلمة، وينتظرون منا أن نبايع مدمني بول البعير والمخدرات والخمور، وأن نقول لهم سمعاً وطاعة.
وبالتالي يستهينون بتضحية إمام المتقين وسيد الشهداء الحسين بن علي (ع)، ويعتبرون خروجه في وجه يزيد وأعوانه عبثاً ولهواً، وفي حسبانهم أنه قُتل عطشاناً مع أحبابه في الصحراء، ثم سُبيت نساء بيت النبوة من أجل لا شيء.
إن ثورة الإمام الحسين يا حمقى كان قوامها «كلمة»، وهي ثورة تصحيحية غايتها إنقاذ أمة جده وتقويم دينها عبر التاريخ، ولو فرط بالكلمة لكان المسلمون اليوم في حالة أذل وأخزى بآلاف المرات، لكنه عليه السلام لم يفرط بالكلمة، فأنقذنا بدمه الطاهر أولئك المنحطون هم أحفاد الوليد بن عتبة (لعنه الله)، الذي ظل يطالب الإمام الحسين بمبايعة اللعين يزيد، وقد قال له ذات مرة: «نحن لا نطلب إلا كلمة، فلتقل بايعت وانصرف بسلام».
ومما قاله الحسين رداً على ذلك الشقي: «كبرت كلمة، ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة، مفتاح الجنة في كلمة، ودخول النار على كلمة».
ثم دفع حياته ذبيحاً بكربلاء ثمناً للكلمة، وحفاظاً على المبادئ والقيم المحمدية الأصيلة.
إن الكلمة منهاج خلده الحسين بثورته المباركة، وسلاح في وجه الظالمين على مدى العصور والأزمان.
الكلمة إما نور وإما ظلام، إما عزيز أو ذليل، إما مؤمن أو منافق.
ومن المؤسف جداً أن نرى اليوم من يستهين بالكلمة، ويطالب الأحرار بالتنازل عنها، وهؤلاء هم من يعتبرون يزيداً صحابياً جليلاً.
ومتى كان ذبح أولاد النبي (ص) وسبي بناته من شيم الصحابة؟!
إن الجهل في التاريخ لن يعفي صاحبه من الحساب، لذلك يتحتم على المرء أن يتخذ موقفاً ينجيه في الآخرة قبل فوات الأوان.
ولنا في المناضل الدكتور «حسن فرحان المالكي» خير قدوة، ذلك الرجل الذي تخرج من جامعة «الملك سعود» أخبث الجامعات الوهابية، ثم قرأ التاريخ الإسلامي الصحيح برغبة صادقة في الاستبصار، وتعرف على مأساة أهل البيت وتضحياتهم في سبيل الإسلام، فاتخذ موقفاً مشرفاً يرضي ضميره ويبيض وجهه أمام الله ورسوله، وهو الآن يدفع ضريبة «الكلمة» في غياهب السجون السعودية.
إن ثورة حسين العصر الشهيد القائد رضوان الله عليه، هي امتداد لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وكلاهما بذلا دمهما وروحهما وأهل بيتهما، وكان باستطاعتهما النجاة من القتل بمجرد قول «كلمة واحدة» أو بتركها، لكن إنقاذ أمة الإسلام كان الغاية التي لم يطلبا سواها.
إكراماً لدمائهما وإكمالاً لمسار الثورة، نحن نقول بدورنا للطغاة الظالمين: سنصرخ بالشعار، ونقتلكم حيث ثقفناكم، ومثلنا لا يبايع مثلكم.

أترك تعليقاً

التعليقات