دجاج غوتيريش...!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
من صور الحقارة أن تُشن حرب كونية من قبل 15 دولة على شعب بسيط مسالم لا يؤذي أحداً، والعمل دون هوادة على إبادته بجميع أنواع القنابل والصواريخ المحرمة دولياً، وبلا شفقة على شيخ أو امرأة أو طفل صغير.
ومن صور الحقارة أيضاً أن يُحاصر هذا الشعب المنكوب من البر والبحر والجو، وأن يُحرم من أبسط مقومات الحياة كالغذاء والدواء دون ذنب.
ومن صور الحقارة أن تبرر هذا العمل الإجرامي أو تسكت وتغض الطرف عنه، بينما ترى شعباً بأكمله يموت بالنار والجوع.
أما أبشع صور الحقارة وأكثرها انحطاطاً أن تمارس كل هذا القتل والتجويع بحق الشعب، ثم تسخر منه وتهزأ بمعاناته.. وهذا بالضبط ما تفعله منظمة الأمم المتحدة.
تخيلوا يا جماعة الخير أن الأمم المتحدة قامت بتدشين مشروع (دجاج البيض) لمساعدة اليمنيين بحسب زعمها!
وبكل فخر وثقة بالنفس أعلنت هذا الخبر رسمياً: «توزيع 29 ألف دجاجة بياضة في محافظتي الضالع وإب، كمشروع لتحسين الدخل ومساعدة الأسر الأكثر ضعفاً»...
إنهم يسخرون من معاناة الشعب اليمني، إذ يلتهمون مليارات الدولارات باسم إغاثته وإطعامه، ثم يرمون إليه بالفُتات والفضلات.
ملايين الأطفال يموتون جوعاً في اليمن، وأولئك يتباهون بإعطاء بعض الأسر (دجاجة بياضة).
هل يلعبون معنا «المزرعة السعيدة» أم ماذا؟!
يوماً تلو آخر أزداد يقيناً بأنه لم يتبق لدى هذه المنظمة حتى ذرة من خجل، فلو كانت تخجل لاتخذت أي حل بعد تصريحها بأن اليمنيين يعيشون أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لأنه لا فائدة من هذا التصريح إن لم تتبعه مواقف جادة لإنقاذ اليمنيين.
تقول الأمم المتحدة إننا نعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ثم توزع لنا دجاجات بياضة وقمحاً فاسداً مليئاً بالدود!
هذه السفاهة بعينها، وقد ذكرتني بسفاهة الإمارات عندما وزعت «فازلين» للنازحين في محافظة تعز كمساعدات إنسانية.
إذا استمر الوضع هكذا، فسوف يوزعون لنا في المرة القادمة «كتاكيت ملونة» من تلك التي يبيعونها بعشرين ريالاً أمام المدارس ثم تتوفى في اليوم التالي، وسيقولون للعالم إنهم دشنوا هذا المشروع بملايين الدولارات لإغاثة اليمنيين بهذه الكتاكيت.
أيها الحمقى، أريد أن أعرف لماذا لا تستطيعون استيعاب كلام قائد ثورتنا ومسيرتنا، فقد قال لكم قبل يومين: شعبنا سيكون حراً عزيزاً وليس متسولا عند بني سعود أو عيال نهيان.
يعني لا نريد مساعداتكم ولا إغاثاتكم المهينة والساخرة، فقط ارفعوا حصاركم وأوقفوا عدوانكم، وسنُطعم أنفسنا بأنفسنا، بل وسنُطعمكم معنا.. فنحن أهل الخير والجود.

أترك تعليقاً

التعليقات