عمل صالح..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
بعض الإخوة الله يهديهم يقيسون إيمانك على حسب تطبيلك، ويتعاملون معك على هذا الأساس.
حتى لو كنت معروفاً عند الجميع بتوجهك الجهادي وانتمائك للمسيرة القرآنية، فأنت لا تستطيع أن تخرج عن هذه الحالات الثلاث:
1 - إذا طبلت للمسؤولين والمشرفين فأنت مؤمن من الدرجة الأولى وجدير بالثقة.
2 - إذا لم تطبل للمسؤولين ولم تذكرهم من الأساس، فإيمانك مهزوز بعض الشيء.
3 - إذا انتقدت المسؤولين بصورة واضحة وتحدثت عن فشلهم وفسادهم فأنت منافق خارج عن الملة.
هذا التعامل لا يصح ولا يجوز إطلاقاً، كما أنه يتنافى تماماً مع مبدأ «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الذي يعد جوهر الإسلام ورسالته الأسمى
يقول الله تعالى: «وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»...
إذن، لا مشكلة في انتقاد أي مسؤول فاسد أو فاشل، بل على العكس فإن الانتقاد البنَّاء المُدعَّم بحلول ومقترحات يعتبر عملاً صالحاً يرضي الله سبحانه وتعالى.
ألسنا نحن من نضحك على علماء البلاط الذين دجنوا شعوبهم للأمراء تحت عنوان: أطع الأمير وإن قصم ظهرك وأخذ مالك..!
كيف نضحك عليهم ونحن مثلهم؟
نفس الأسلوب ونفس النهج.. الفرق الوحيد أنهم يقولون: أطع الأمير.
بينما نحن نقول: أطع المدير، وأطع الوزير.
المهم.. لا نريد أن نعطي المشكلة أكبر من حجمها.
خلوها بالسهالة، وبالتأكيد سيدرك هؤلاء الإخوة يوماً ما أن الانتقاد البنَّاء لا يقلل من إيمان الشخص ووطنيته، ولا يجعله منافقاً أو مرتزقاً.
أما بالنسبة للخونة الحقيقيين والعملاء في الداخل، فأنصحكم بألا تغرقوا في الأحلام.
لا تحلموا بتفكيك الجبهة الداخلية، أو بإشعال الفتنة بين أبناء اليمن المخلصين والأحرار.
قد ترونني أنا وغيري ننتقد ونصيح ونتحدث عن مشاكلنا، هذا الأمر وارد جداً ويأتي في سبيل الإصلاح والتصحيح.
وبالتأكيد هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن موقفنا وانتماءنا الإيماني قابل للمساومة، أو أننا قد نسمح لكم بتمرير مخططاتكم الدنيئة والقذرة، التي طُبخت في المطابخ الأمريكية و»الإسرائيلية».
نحن متماسكون أكثر من أي وقت مضى أيها الحمقى، ومحاولاتكم ستبوء بالفشل والخسران مثل كل مرة.
لكن دعوني أحذركم قبل أن تتحركوا.. هذه المرة قد تكون العواقب ثقيلة، يعني لا تركنوا على تسامح قيادتنا معكم وقرارات العفو التي تنجون بفضلها كل مرة.
لقد قالها لكم سيد الثورة بنفسه قبل أسبوع: نوجه التحذير لكل من تسول له نفسه الوقوف مع العدو «الإسرائيلي» من كل أدوات الخيانة والغدر والإجرام، وموقف الشعب سيكون حازماً مع أدوات الخيانة والغدر.
ربما هذه المرة لن تجدوا التسامح الذي تعودتم عليه.
اعلموا هذا جيداً، ثم اتخذوا قراركم.

أترك تعليقاً

التعليقات