عيش وملح..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
صاحبي يعشق مدينة عدن، منذ سنين وهو يتمنى أن يزورها ويتجول في شوارعها.
كل يوم يتحمس ويقرر يسافر عدن، وفجأة يتذكر أنه في هناك عصابة اسمها «الانتقالي» ويفركش الموضوع.
طبيعي يا جماعة، من حق كل إنسان أن يخاف على نفسه.
هناك في المناطق المحتلة، يخترعون تهم غريبة عند اعتقال الناس وإخفائهم وتعذيبهم.
مثلاً:
- ربما لا يعجبهم اسمك أو لقبك.
- إذا كنت قادماً من صنعاء، فبالتأكيد لن يرتاحوا لك.
- إذا كانت لوحة سيارتك صادرة من محافظة تحت سيطرة «الحوثي» مثل فاصل 1 أو فاصل 2، فحياتك ستكون في خطر.
- إذا عثروا على زامل في هاتفك، فاقرأ على نفسك الفاتحة...
طبعاً هم مش عارفين أن زوامل «الحوثي» وصلت إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وعادها عندهم محظورة ومحرمة تماماً.
المهم.. حالياً صاحبي مصاب بصدمة نفسية خطيرة، من بعدما شاف الصحفيين «الإسرائيليين» وهم يتغدوا من صحن واحد مع ضباط وجنود «الانتقالي».
طاقم صحفي «إسرائيلي» بكله في عدن..!
يستقبلوه بالورود والأحضان والكرم الحاتمي، ويفرشوا له مائدة طويلة من الرز والدجاج.
يعني قد في بينهم وبين الصهاينة «عيش وملح».
وفي المقابل لو شافوا واحد من صنعاء يستقبلوه بالسكاكين والسواطير، أو في أحسن الأحوال يتم إخفاؤه في السجون السرية.
مله لمو اكه.
مسكين صاحبي.. جالس في غيبوبة من شدة الصدمة.
و»الإسرائيلي» جالس يلوي في شوارع عدن.
أكيد دخل سوق الكراع شل له حبة قات مطيور، ورجع صلح له مدكأ جنب عيدروس الزبيدي.
وجلسوا يخزنوا ويحشوا على «الحوثي» للصبح.

أترك تعليقاً

التعليقات