مشوار كارثي ..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
قررت أن أعتكف في البيت حتى آخر يوم في حياتي، فالوضع أصبح لا يطاق فعلاً.
ليس هناك فائدة من خروجي سوى الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم.
قبل أن يلومني أحدكم.. دعوني أحك لكم معاناتي كلما خرجت في مشوار عادي.
طبعاً أنا أسكن قرب أحد الجسور في تقاطع رئيسي، وقد اعتدت على أن أركن السيارة تحت الجسر المشؤوم.
هنا تبدأ المعاناة.. بمجرد أن أخرج من باب المنزل تصل إلى أنفي الروائح الكريهة الصادرة من تحت الجسر، حيث اعتاد الناس هنا على قضاء حاجتهم (أعزكم الله) قرب أي سيارة، حتى حولوا هذا الجسر المحترم إلى حمامات عامة مكشوفة...
غطيت أنفي واتجهت مسرعاً نحو سيارتي، لأتفاجأ بأنه تم استهدافها ليلاً من قبل بعض الناس.
حسبنا الله ونعم الوكيل.. كل يوم غسيل وسرويس..!
ولكي تكتمل المأساة كانت هناك سيارة أخرى خلف سيارتي، فقد أغلق سائقها المخرج وذهب إلى مكان مجهول.
أمضيت 20 دقيقة وأنا أبحث عن سائقها “غير المحترم”، والناس يشاهدونني أتلفت وأشتم وأصرخ وحدي كالمجنون.
أخيراً جاء صاحب السيارة بعد أن تلفت أعصابي، وأبعد سيارته بكل برود وبدون أي اعتذار.
خرجت من تحت الجسر ومشيت مسافة بسيطة نحو التقاطع، لأجد عشرات الدراجات النارية موزعة على الطريق.
هذه والله وقاحة لا تحتمل، الدراجة النارية واقفة وسط الطريق وسائقها يغني ويشم هواء وكأنه على سواحل المالديف، بينما شرطي المرور منشغل بالبحث عن فريسة.
توسلت إليه لكي يفترس أصحاب الدراجات النارية لكنه حاول أن يفترسني أنا، فتراجعت ونفذت بجلدي.
الحمدلله وصلت إلى شارع واسع، الآن سأتنفس الصعداء وأزيد من سرعتي قليييلاً.
لم أهنأ بفرحتي بعد حتى وقعت في حفرة خبيثة، بووووووم.
شعرت بألم الضربة في جسدي، ثم اهتزت السيارة بشكل مرعب وكأنني في زلزال بقوة 9 ريختر.
أنا أحفظ أماكن الحفر جيداً في هذا الشارع، لكن يبدو أن هذه حفرة جديدة بفعل الأمطار.
هذا ما أقوله لنفسي كل مرة، ومنذ شهور وأنا أواعد سيارتي الصغيرة المسكينة بأنني سأتفقدها حين أحصل على نقود.
أعتقد أنها ستنهار قريباً، فقد أصبحت تصدر أصواتاً غريبة وعجيبة بسبب الحفر والمطبات، وكأنها تبكي.
سأتجاوز متاعب كثيرة حتى لا أطيل عليكم، المهم أثناء عودتي إلى البيت نجوت بأعجوبة من طفل يقود سيارة صالون.
الطفل يقود مسرعاً ويضحك وكأنه يلعب “بلايستيشن”، وبجانبه صديقه يشجعه ويزيده جنوناً.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أنا لا ألوم الطفل على طيشانه، ولكنني ألوم والده على استهتاره بأرواح الناس.
نحن لا نفتقر إلى القانون، ولكننا نفتقر إلى تطبيق القانون.
المهم.. مشاكلنا كثيرة يا جماعة الخير، ولكنها ليست معقدة أو مستحيلة.
كل ما نحتاج إليه بعض المسؤولين الأكفاء والمخلصين.
اعتبروا هذه رسالة جماعية إلى أمانة العاصمة ووزارة الأشغال ووزارة الداخلية وكافة المعنيين.

أترك تعليقاً

التعليقات