عجائب الفتوات..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
من العجائب التي لن تجدها إلا في الحارات الشعبية أولئك «الفتوات» المستعدون لإبراح أي شخص ضرباً مقابل مبلغ زهيد. هذه الخدمة الاستثنائية تتيح لك إمكانية الانتقام من جميع أعدائك وأنت مستلق في البيت واضعاً رجلاً على رجل!
لا مشكلة إذا اشتهيت فجأة أن تضرب فلاناً، ولا بأس إذا قررت بدون سبب أن تلقن أحدهم درساً لن ينساه، إضافة إلى ذلك يمكنك أن ترغب في رؤية تورمات وكدمات على وجه شخص تكرهه، فقط سيكلفك الموضوع بعض النقود.
هذه الخدمة الرائعة تظل وسيلة العاجزين والجبناء، فالرجال الحقيقيون يدافعون عن أنفسهم بأنفسهم، ورغم ذلك فإن من الطبيعي جداً أن ترى إنساناً عاجزاً يلتجئ إلى البلاطجة والفتوات؛ فالإنسان قد يعجز، أما غير الطبيعي أن ترى دولة بأكملها ذات شعب وجيش وعتاد تلتجئ إلى الأسلوب نفسه! ليس هذا فحسب، بل إنها دولة عابرة للقارات، تشغل مساحات واسعة من قارتي آسيا وأوروبا، ثم تذهب لاستئجار من يقاتل نيابة عنها!
حديثي هنا عن تركيا، التي تعمل على نقل مرتزقة سوريين إلى اليمن...
وكالة «أوقات الشام» الإخبارية قالت إن مندوبين عن الاستخبارات التركية بدؤوا التواصل مع مليشيا ما يسمى «الجيش الوطني السوري» لتسجيل الراغبين بالقتال في اليمن، ونقلهم إلى مأرب للقتال إلى جانب حزب الإصلاح، حيث يتم إغراء المرتزقة السوريين برواتب تصل إلى 2000 دولار، ومن المتوقع أن يتم خلال الأيام القادمة نقل الدفعة الأولى والتي تقدر بـ300 مرتزق.
يظن «أردوغان» أن استئجار المرتزقة حركة عبقرية ستبرئه من وزر المشاركة في العدوان على اليمن، متغافلاً عن أننا قد أسقطنا 3 طائرات تركية من طراز «كاراييل» خلال العامين الأخيرين، ما يؤكد مشاركة تركيا في العدوان بالدعم اللوجستي وبيع السلاح للسعودية.
كما أن هذه السياسة الأردوغانية الجبانة لها أبعاد تاريخية ندركها جيداً، فالجمهورية التركية تخشى أن تلقى في اليمن المصير نفسه الذي لقيته عندما كانت إمبراطورية عثمانية.
والرئيس التركي يدرك أنه إذا دفع بأبناء بلده إلى محارق الموت في اليمن سيعطي المعارضة ورقة قوية كفيلة بإسقاطه من كرسي الرئاسة، خصوصاً وأن الوثائق التركية الرسمية تشير إلى أن 300 ألف جندي وضابط وقائد من جيش الدولة العثمانية قتلوا في اليمن خلال الحملتين العسكريتين الفاشلتين.
الأتراك نظرتهم قصيرة جداً يا جماعة، حيث يطلقون على اليمن اسم «مقبرة الأناضول» بسبب خسائرهم البشرية الكبيرة التي تلقوها على يد اليمانيين أثناء الاحتلال العثماني، ويلجؤون إلى إرسال مرتزقة إرهابيين إلى اليمن للقتال نيابة عنهم، غافلين عن حقيقة صعبة سيدركونها حتماً خلال مدة قصيرة، وهي أن اليمن «مقبرة الغزاة» بجميع الأشكال والأصناف والألوان، وليست «مقبرة الأناضول» فقط.

أترك تعليقاً

التعليقات