ريسا اليافعي..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
أنا مصدوم جداً من الواقع يا جماعة الخير، لأننا أحياناً قد نتخيل أشياء ونظنها حقائق لا شك في صحتها، فيأتي الواقع ليثبت عكسها تماماً. هكذا تبدو الأحداث كأنها تصفعك براحة يدها الغليظة وتقول لك بسخرية إنك مخطئ وغبي.
لأحدثكم عن بعض ظنوني الخاطئة.. مثلاً كنت طوال سنوات العدوان أظن أن المرتزقة أصدقاء في ما بينهم، وكنت أتخيل أن المرتزق الصغير إنما أصبح مرتزقاً لأن له مصالح عند المرتزق الأكبر منه... وهكذا.
كنت أظن أن الأحرار وحدهم من يجب أن يخافوا من السفر إلى مدينة مأرب، أنا شخصياً أرتعش رعباً إذا فكرت بالعبور من مدينة مأرب بشكل مدني، وذلك لأن مرتزقة العدوان لن يترددوا في سجني وتعذيبي حتى الموت.
فأنا «حوثي» رافضي، وفي أحسن الأحوال سيجعلونني أرى نجوم الليل في عز الظهر، أما أن أعبر من هناك برفقة عائلتي وعِرضي فهذا ما لن أجرؤ على مجرد التفكير به.
وفي المقابل كنت أظن أن المرتزقة آمنون مطمئنون مع عوائلهم في مدينة مأرب تحت ظل مرتزقة الإصلاح، وليس عليهم أن يشعروا بالخوف مثلنا. لكن الواقع صدمني بأنها مجرد ظنون كاذبة، وعلى المرتزق أن يخاف بالتأكيد من سطوة وظلم سلطات الارتزاق التي بذل دمه وروحه دفاعاً عنها، بل أن يخاف على شرفه وعرضه.
لقد علمت قبل أيام أن امرأة وولدها معتقلان قسراً في غياهب سجون مأرب منذ 3 أشهر. المدعوة «ريسا ناصر اليافعي» بعثت رسالة استغاثة لضابط أمن يعمل في إحدى جبهات العدوان، على أمل أن يتخاطب مع ما تسمى النيابة العامة للنظر في قضية اعتقالهما ظلماً دون ذنب.
ابنها المعتقل يدعى «إياد شاكر اليافعي»، والعجيب أنه جندي لطالما قاتل في صفوف المرتزقة بالمنطقة العسكرية السادسة، أما الأعجب والأغرب أن زوجها «شاكر» جريح من جرحى المرتزقة.
لم تحترم مليشيا الإصلاح جراحات «اليافعي» ودماؤه التي بذلها دفاعاً عنها، ولم تكترث لتضحيات ولده «إياد» في جبهات الارتزاق، فسارعت لاقتحام البيت واختطاف الولد وأمه.
تقول المختطفة في استغاثتها إن السلطات طلبت منها مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عنها وعن ولدها، ما يوضح أن اعتقالهما مجرد عملية ابتزاز حقيرة ليس لها أي مسوغ قانوني.
وهو ما أكده العقيد «نشطان القصيع» في خطابه للنيابة حول الأذى الذي طال المرأة اليافعية وولدها، مشيراً إلى أن هذه الممارسات تعد ابتزازاً وتخويفاً وهتكاً لأعراض الناس، وطالب بالإفراج عنهما من غياهب سجون مأرب التي وصفها بـ»المخيفة».
هذه الجريمة لا تقل حقارة عن جريمة اختطاف النساء الثماني، التي حدثت في المحافظة ذاتها، لكنها تؤكد أن أعراض (المرتزقة) عرضة للانتهاك من قبل (المرتزقة) تماماً كأعراض الأحرار.
إلى أن يحين موعد تحريرها، فإن مدينة مأرب ليست آمنة لأي أحد كان، ليست آمنة لدرجة أن المرتزق بات يصف سجون زملائه المرتزقة بـ»المخيفة».

أترك تعليقاً

التعليقات