فتوى منحطة...!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
في مقابلة مع الإعلامي الكويتي «محمد الملا» على قناته اليوتيوبية، يقول الشيخ الدكتور عبدالعزيز الريس نقلاً عن شيخه ابن عثيمين: «لو كنت في جهاد والحاكم يزني كل يوم مومسة في خيمة، يجب أن تجاهد معه، بل حتى لو كان يزني ويلوط».
ويضيف «الريس» صائحاً أن هذا الكلام مسجل وموثّق بصوت الشيخ ابن عثيمين، أي أنه لا مجال للتشكيك بصوابية هذه الفتوى التي لن يتقبلها (كلب) أعزكم الله، فكيف بالنفس الإنسانية التي خصها الخالق بالتكريم وفضلها على كثير ممن خلق تفضيلا!
العجيب أنه يدرك مدى بشاعة وانحطاط فتواه، فبعد أن أجاز للحاكم إتيان الرجال شهوة من دون النساء وفي ميدان الجهاد، أكد أن العواطف لا تقبل هذا الكلام، ثم حاول ترقيع الموضوع بقوله إن الدين قائم على مخالفة العواطف والشهوات.
طيب مادام الدين قائماً على مخالفة الشهوات، فإن قيام ولي الأمر بممارسة الزنا واللواط يهدم أركان الدين كلها دون استثناء.
لماذا لا يخالف الحاكم الزاني شهواته المقززة؟ أوليس استنتاجاً بديهياً جداً؟ أم أن هذه القاعدة التي استدل بها لا تشمل الحكام؟
طبعاً هذا الشيطان الضال المضل هو صاحب الفتوى الشهيرة التي أغضبت العالم، عندما صرح بتحريم الخروج عن طاعة ولي الأمر حتى لو خرج على الهواء مباشرة يزني ويشرب الخمر لمدة نصف ساعة يومياً!
ويعتمد في كل فتاواه الشيطانية على أحاديث ابن عثيمين وابن باز والألباني، وكأن التشريع حق لهم وليس لفاطر السماوات والأرض.
وهو يعلم يقيناً أنه لا يستطيع أن يستدل بآية قرآنية واحدة، لأن القرآن الكريم يهدي إلى سبيل الرشد من الغي، لا العكس.
أقول لكم يا أولي الألباب، إن «الريس» وأمثاله من العابثين بدين الله سبب كاف لإحياء عيد الغدير الأغر.
عندما نجدد الولاء لله ولرسوله (ص) والإمام علي (ع)، فإنما نحافظ على إنسانيتنا وفطرتنا السليمة، قبل أن نحافظ على عقيدتنا الإسلامية ومبادئها الأصيلة.
ذكرى الولاية تعني «أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم»، وذلك يقول «أطع الأمير وإن قصم ظهرك وأخذ مالك».
ذكرى الولاية تعني «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ»، وذلك يقول «أطيعوا أئمة لا يهتدون بهدي رسول الله ولا يستنون بسنته».
ذكرى الولاية تعني «وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ»، وذلك يأمر الناس بالجهاد مع حاكم يزني ويلوط.
ذكرى الولاية تشد الناس إلى من يطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا، إلى من تصدق بخاتمه وهو يصلي، إلى من يخاف أن يعصي الله في نملة يسلبها جِلب شعيرة، إلى من مثل الإسلام كله بشهادة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
وذلك الذي يحارب ذكرى الولاية بحجة أنها بدعة يشد الناس إلى حاكم يزني ويلوط.. ويقول لهم إن طاعة هذا الحاكم واجب شرعي وإن قصم ظهورهم وأخذ أموالهم.
{قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.
هذا الفجور والفسق بفتاوى شرعية نموذج من أخلاق أعداء الإمام علي وأهل بيت النبوة عليهم السلام، يريدون تحويل المسلمين إلى حيوانات تلهث وراء الشهوة والحاكم الجائر.
لذلك أراد الله أن تكون ولاية الإمام علي أمراً إلهياً لا يستقيم الدين إلا به.. وحتى لو لم يأمرنا الله بها، أقسم لكم إنني سأتولى الإمام علياً ولو حفاظاً على آدميتي وإنسانيتي.. على الأقل لكي أكون إنساناً.

أترك تعليقاً

التعليقات