نظرية صرف الأنظار (2-2)
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

أتذكر حين تحدثنا أنا وأنت في عدد الأمس على انفراد؟
أخبرتك حينها أن لا شيء سيثنيني عن الاهتمام بعملية "نصر من الله"، لا خداع أمريكا ولا مكرها.
واليوم مازال العراقيون منتفضين، ومازالت وسائل الإعلام الغبية هائمة في تغطية انتفاضتهم، ومازلت أنا غارقاً في الضحك على الأبرامز الأمريكية المصنوعة في ولاية "أوهايو"، التي تبوَّلت "أعزك الله" خوفاً من كلاشنكوف "مطراوي" مصنوع في منطقة مطرة بمحافظة صعدة.
هناك محاولات مستميتة من قبل الأوغاد الأمريكان لقتل ضحكتي الجميلة وتحويلها إلى تكشيرة بائسة يائسة، وهذا يعني أنهم لن يكتفوا بخلق انتفاضة العراق التي يفترض أنها ستلهيني عن متابعة تداعيات عملية "نصر من الله".. لن يكتفوا بهذا.
سفن المشتقات النفطية حبيسة البحر الأحمر، كلما حاولت عبور الباب إلى الحديدة رُدت على أعقابها خائبة، لا أتذكر كم مضى عليها من الوقت وهي على هذه الحال، لكنني أتذكر تقريراً إنسانياً رأيته على التلفزيون وهو يحذر من نفاد المخزون الاحتياطي من البترول، يقول إن مستشفياتنا القادمة من العصر الحجري ستخرج عن الخدمة.. ضوضاء الأجهزة الطبية المهترئة ستصمت إلى الأبد، وحينها ربما يتسنى للمرضى البائسين الاستمتاع ببعض الهدوء، ومن ثم الموت فور انطفاء آخر جهاز!
لماذا لا يأبه التحالف لحياة هؤلاء؟
لأنه لم يأتِ أصلاً إلا محملاً بموتهم على كاهله، وها هو يتخلص من حمولته الثقيلة.
هل الغرض من حجز سفن المشتقات النفطية هو قتلهم فقط؟
لا، لو كان يريد قتلهم فقط لأتى بطائراته الحربية، وألقى على كل مستشفى غارتين بكل بساطة، فلديه تصريح من "أنطونيو غوتيريش" يسمح له بفعل أي شيء، لكن الغرض من حجز البترول أبعد من مجرد جريمة.
ولا تقل إنه انتقام لمصفاتي "بقيق" و"خريص" المحروقتين، لأنه أبعد من مجرد انتقام.
الأوغاد يريدون أن يحرقوا صنعاء كما أحرقوا بغداد من قبل، هل سمعت بقصة الفتى الذي تعرض للنهب من قبل بعض المتنمرين، ثم ذهب يطالب والده البريء بحقه؟
أخبرتك أن خداع الأمريكيين لا حد له، إنها أوامر البيت الأبيض فرضت أغلالها على سفن المشتقات النفطية، بغرض افتعال بلبلة في صنعاء من قبل بعض المأجورين، ثم تتحول البلبلة إلى انتفاضة بعنوان "أين البترول يا حوثي؟"، ثم تلهينا الانتفاضة الكاذبة عن تغطية عملية "نصر من الله"، رغم أن أغبى الأغبياء يدرك أن تحالف "عيال الكلب" وراء حجز سفن المشتقات النفطية، وليس لدى عيال الكلب أية مشكلة في الاعتراف بهذا، المشكلة الحقيقية هي أن "عيال عيال الكلب" قطعوا عهداً بأنهم لن يصدقوا أن "عيال الكلب" هم سبب أزمة البترول والديزل والغاز والقمح والأرز "والأدب"، ويريدون أن يخرجوا في ثورة زائفة قبضوا أجرتها سابقاً من "عيال الكلب".
لا تنظر لي بهذه الطريقة أرجوك، صدقني أنا لست معتاداً على إطلاق الشتائم، لكن الأمر يخرج بعض الأحيان عن إرادتي، والدليل على سمو أخلاقي أنني اكتفيت بكلمة "الكلب"، مع خالص اعتذاري للكلاب بكل فصائلها، فأنا أعرف أنها أوفى وأرقى من أولئك المسوخ، لكننا نستخدمها في شتائمنا على سبيل "المجاز" لا أكثر.
كل مصيبة تحدث وراءها تحالف "عيال ال..."، لقد أسرفت في استخدام شتيمتي الوحيدة، ولازالت أمامي الكثير من المقالات.
لن يجعل بعض المأجورين من صنعاء بغداد أخرى، كلنا نعاني من أزمة البترول، ومن أراد أن يفتح فمه، فليفتحه على العدو الحقيقي إن كان رجلاً، وإلا فالأجهزة الأمنية ستتعامل مع مثيري المشاكل انطلاقاً من واجبها في الحفاظ على أمن وسكينة المجتمع، كما أن الخروج الزائف لن يصرف أنظارنا عن عملية "نصر من الله".
أخبرهم يا صديقي بذلك، واعذرني على الإطالة، أراك في المقهى لاحقاً لنتحدث عن عملية "نصر من الله".

أترك تعليقاً

التعليقات