حصالة الآثام..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

أيها الشعب الساذج الغشيم، لقد أنفقنا ملايين الدولارات من أجل أن تستقبلوا «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن»، بشكل يليق بمخدوعين مثلكم، وبفضل من شركات الإنتاج، وعون من مخرجي السينما، تم تجهيز باقة من المسلسلات الخادشة للحياء والمثيرة للشهوات، وحرصاً منا على راحتكم وسعادتكم انتزعنا الحشمة من كل لقطة ومشهد، وكنا قبل فترة قد أمرنا بإغلاق كل مسجد ومعبد، فكونوا على مستوى المسؤولية وقدروا جهودنا المبذولة في سبيل إضاعة وقتكم وصيامكم، وسارعوا إلى الشاشات الخليعة آناء الليل وأطراف النهار، وكما تقول عزيزتنا (MBC): رمضان يجمعنا!
هذا لسان حال النظام السعودي وأغلب الأنظمة الخليجية والعربية، يربون شعوبهم على الدخول في أعظم شهور الله وأقدسها بأسوأ ما يكون من حال، حتى جعلوا هذا الشهر المقدس موسماً لإطلاق الأعمال الدرامية الفارغة السافلة، وأنا منذ طفولتي أطيل البحث عن سبب يجعل «رمضان» يتكفل كل عام بتدشين تلك المسلسلات الشيطانية الجديدة، ثم يكون ما يعرض في بقية الشهور إعادة لما تم بثه في رمضان.
هكذا تقوم تلك الأنظمة الفاسدة المفسدة بتربية شعوبها، فترى الفرد هناك ينتظر قدوم رمضان على أحر من الجمر ليتابع مسلسلات على شاكلة «بنات الليل» و«فرصة تانية».
قادة القرار وأصحاب الكراسي هناك يدخرون ما أمكن من السقوط الأخلاقي في حصالة كبيرة، ثم يخرجونه كله للناس في رمضان...
كأنهم ينوبون عن الشياطين المصفدة، وهذا الإعلام العربي الساقط يُدار ويوجه من قبل الصهيونية الأمريكية.
وبينما بقية الشعوب تقبع في ظلامها وظلماتها تحت الثرى، يحلق يمن الأنصار في سماء من النور والهدى، ولو نطق «الشهر الكريم» لأخبرنا بأنه يتضايق في كل مكان، ولا يجد راحته إلا في هذه البلدة الطيبة، وأنه لم يعد يشعر بقداسته وحرمته إلا هنا.
دعونا لا نتحدث عن المسلسلات والبرامج الرمضانية التي يبثها الإعلام الثوري الجهادي، رغم أن مسلسلاً واحداً مما يبث على شاشة «المسيرة» أو أثير «21 سبتمبر» أو «سام FM» أو أية وسيلة جهادية، يعتبر كافياً لتنشئة جيل حسيني من الثوار والأحرار.
بعيداً جداً عن هذه المواد التربوية المُصلحة للنفس الضعيفة والناسفة للثقافات المغلوطة، منَّ الله علينا بنعمة أعظم من كل شيء، وهي محاضرات عَلَم الهدى وسيد الثورة، التي طهرت نفوسنا وأسرت قلوبنا، حتى بات القلب يهفو كل يوم لتلك الإطلالة القرآنية الملائكية.
ولهذا السبب تحديداً، يبحث الراصدون عن هلال رمضان فيجدونه في السماء وعلى ملامحه ابتسام وارتياح، كأنه تعب من كونه (هلالاً) فجاء لرؤية البدر ابن البدر.
لو بحثنا في تاريخ كل من يسمون أنفسهم قادة وزعماء ورؤساء، لن نجد واحداً منهم يظهر على شعبه ليقول أيها الناس عودوا إلى بارئكم، واذكروا يوماً ستحاسبون فيه على كل صغيرة وكبيرة، ذلك أن السيد عبدالملك (حفظه الله) قائد أمة وليس قائد شعب.
أنا شخصياً لم أعرف أن رمضان شهر التوبة والرجوع إلى الله إلا بعد أن توليت سيدي ومولاي عبدالملك (حفظه الله)، وكنت قبل ذلك أحسبه شهر المأكولات والمسلسلات، ولهذا أقول لكم بكل اعتزاز إنه «مولاي»، ولنفس السبب أدعو الله بحفظه كلما ذكرت اسمه، فهو وحده من أخذ بيدي وأخرجني من الظلمات إلى النور، وتوليه يعتبر امتداداً لتولي الله ورسوله.
في رحاب علم الهدى فقط يطيب لنا رمضان، والعزاء على حال الذين أضاعهم ملوكهم وحكامهم في متاهات الفساد.
سيلومني البعض بلا شك، وسيقولون كيف لك أن تقارن بين سيد الثورة وسادة البغي والإجرام، لكنها كانت ضرورة لا بد منها، ليعرف الناس الفرق بين أعلام الهدى وأعلام الضلال، وليختاروا على هذا الأساس سيداً وقائداً، يحملون رايته ويحمل همهم.

أترك تعليقاً

التعليقات