كافحوها بالأحذية!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
شاهدت جزءاً من احتفالات دبي برأس السنة الميلادية، فأذهلني ما رأيت!
تخيلوا أن المذيع نفسه قال مندهشاً: مشاهدينا الكرام، نحن الآن أمام أكبر عرض للمفرقعات في العالم.
وبالفعل كانت ألعاباً نارية عجيبة وغريبة، وتم تفجير كميات مهولة منها!
لم أرَ في حياتي مفرقعات ترقص وتتمايل وتتغنج إلا في دبي!
مفرقعات ترقص خليجي، ومفرقعات تتقن الهز والرقص الشرقي، ولو فتحوا أغنية «يا وليد يا نينو» لرأينا مفرقعات ترقص لحجي!
مفرقعات تنفجر من أعلى إلى أسفل، ومفرقعات تنفجر بالعكس، ومفرقعات تتشكل بأشكال لا تحصى!
حتى نوافير المياه جعلوها ترقص وتتمايل كأنها فِرَق استعراضية! أما الأضواء الخيالية وعروض الشاشات العملاقة فتلك حكاية أخرى!
هذا كله شيء، والفنانون والفنانات الذين تم استجلابهم من أنحاء الأرض شيء آخر!
نحن لا نتحدث عن إمارة واحدة، فقد أقيمت هذه الاحتفالات الجنونية في دبي وأبوظبي ورأس الخيمة وإمارات أخرى ولك عزيزي القارئ أن تتخيل مقدار المليارات التي أنفقتها الإمارات لأجل احتفالات رأس السنة!
أما مظاهر الجنون في مملكة الشر (السعودية) فحدث ولا حرج!
ما يضحكني أن قناة «العربية» تركت هوايتها في الكذب والتدليس والتزييف على الساحة السياسية، وفضلت تغطية العد التنازلي لدخول العام الجديد وإطلاق الألعاب النارية في الرياض!
وبرغم أن السعودية تعتبر مبتدئة في هذا المجال، فإنها أثبتت قدرتها على منافسة الإمارات جنوناً وإسرافاً وتبذيراً، وكانت مفرقعاتها وحفلاتها الصاخبة لا تقل شأناً عن تلك الخاصة بالإمارات!
هذا النجاح في الاحتفال لم يأتِ من تلقاء نفسه، فهناك استعدادات وتجهيزات سعودية تقام منذ شهور، أي أن السعوديين كانوا مستنفرين استنفاراً حقيقياً لاستقبال رأس السنة الميلادية!
وقبل عشرات الأيام بدأت المحلات في الرياض تعرض أشجار التنوب الاصطناعية والشموع الحمراء وكعكات عيد الميلاد، خصوصاً كعكة «البانيتون» الإيطالية التي تباع عادة في أعياد رأس السنة الميلادية. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فقد بلغ سعر شجرة التنوب الواحدة 3 آلاف دولار.
هيا يا جماعة الخير أين الانتقادات والهجمات التي توجه كل عام ضد المحتفلين بالمولد النبوي؟! أين اختفى أصحاب "ادوها للمساكين"؟!
تبخروا؟! طاروا؟! أم انشقت الأرض وابتلعتهم؟!
البعران ينفقون مليارات الدولارات في احتفالات رأس السنة ولا نسمع كلمة، وبمجرد أن أشتري أنا أو أي مستضعف زينة بخمسة آلاف ريال لنفرح بميلاد النبي جعلوا منا أعداءً للإنسانية!
أولئك يفجرون مفرقعات تتلون وتتشكل بملايين الدولارات، ونحن نصبح كفاراً إذا اشترينا بألف "طماش" من باب اليمن!
إن الأموال التي أنفقتها السعودية والإمارات في احتفالات رأس السنة كانت ستكفي للقضاء على المجاعة في أفريقيا واليمن وسبع دول أخرى، لكن كيف ستقنع حشرة أعماها الحقد بهذا الكلام؟!
المهم، تبقى للمولد النبوي قرابة 9 أشهر، وحينذاك ستظهر من جديد تلك الحشرات التي تمثل أنها عطوفة على المساكين! كافحوها بالأحذية أعزكم الله!

أترك تعليقاً

التعليقات