فصيلة واحدة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
قبل أن أدخل في الموضوع أحب تذكيرك صديقي القارئ بأنه عقب فشل فتنة ديسمبر العفاشية ومصرع زعيم الخيانة؛ حاولت قوى العدوان باستخدام أدواتها وأبواقها إشعال فتنة أخرى في صنعاء بمسمى «ثورة الجياع»، وذلك في أكتوبر 2018، وبالتأكيد كانت فتنة فاشلة مفضوحة كسابقتها.
والآن لندخل في الموضوع.. حبة الرغيف في عدن بـ75 ريالاً، وكيلو الأرز بـ2000 ريال، أما الزبادي والفاصوليا والزيت وبقية المواد الأساسية فلم يعد أصحاب الدكاكين أنفسهم قادرين على توفيرها، وقد انتهى بهم الأمر بإغلاق محلاتهم التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.
تجاوزت الأوضاع في عدن حد الجنون، وخرجت عن إطار المعقول، وبات مجرد التفكير فيها مرعباً جداً.
المواطنون المغلوبون على أمرهم لم يعد في وسعهم التحمل أكثر، وقد أطلقوا السبت الماضي «ثورة الجياع» رسمياً ونصبوا أول خيمة اعتصام في مديرية كريتر.
تخيلوا أن كل هذا يحدث والرئيس المغترب يقضي وقته (تخازين وسمرات) مع حكومة الأُنس في فنادق الرياض، الرئيس الشرعي المعترف به دولياً كما يزعمون لا يعلم بحالة (شعبه) ولا يكترث أصلاً.
العملة الوطنية تنهار يوماً تلو آخر، والأسعار ترتفع دون توقف، والجوع يفتك بالناس، والاعتصامات الغاضبة بدأت، وإذا حاول أحدهم أن يحدث الدنبوع عن الأمر يرد عليه: أمانة عليك لا تكلمني عن السياسة.
خلاص يا جماعة الخير، حدثوا سيادة الرئيس عن آخر ألبوم لـ»نانسي عجرم»، وارفعوا له أولاً بأول أخبار النجوم والفنانين والمشاهير، وإذا أصيبت «فيفي عبده» بوعكة لا سمح الله فأبلغوه بالأمر ببرقية عاجلة.
مساكين أبناء المحافظات المحتلة، ذلك أن العالم يحاول أن يقنعهم بأن لديهم رئيساً شرعياً معترفاً به دولياً، بينما الحقيقة أنه شخص طائش لا يحب السياسة، يتسكع في بلاد الغربة ممنوعاً من دخول عاصمته التي «حرروها» من أجله (عدن).
حقيقة أن الدنبوع لا يحب السياسة؛ تفسر لنا الكثير من الأشياء، مثل حكاية «معمر الإرياني» والراقصة «صافيناز»، وحبوب الفياجرا التي أدخلت رئيس البرلمان في غيبوبة، وغيرها من الفضائح التي تؤكد أن العصابة كلها من فصيلة واحدة.
يا شوية فرغ استحوا على أنفسكم، فإخوتنا في عدن يموتون جوعاً كل يوم، وأنتم تلهثون وراء نزواتكم القذرة في فنادق الرياض باسم الحكومة اليمنية، وتشترون الفلل والقصور والاستثمارات الواسعة في دول العالم.
يبدو أنكم تعتمدون على عصابات «الانتقالي» في قمع المتظاهرين، وهذا يظهر من انتشار المليشيا الإجرامية في مناطق كريتر بالتزامن مع خروج المظاهرات الغاضبة.
لكن يجب أن تعلموا أن الثورة التي تقوم على «الجوع» لا يمكن إخمادها، وحين يخرج الشعب غاضباً بسبب «الجوع» لن تتمكن أعتى الجيوش من الوقوف في وجهه.
انظروا إلى ما صنعته أيديكم بعدن، وستدركون أن أوقح شيء فعلتموه طيلة حياتكم هو استخدام مسمى «الجوع» لخلق فتنة فاشلة في صنعاء.
وأخيراً خففوا من انبطاحكم المفرط لعيال زايد وبني سعود، وسيطروا على جشعكم وطمعكم، وأوقفوا سياسة التجويع التي ستجرفكم في القريب العاجل.

أترك تعليقاً

التعليقات