ليه كده..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

مع ظهور الهاتف النقال ظهرت أشياء مستفزة جداً وخطيرة على الجهاز العصبي، ومما لا شك فيه أن على البشرية محاربتها بنفس الضراوة والشدّة التي تحارب بها فيروس كورونا، لكن لسبب مجهول يستمر الجميع بالسكوت والتغاضي عنها.
هذه الأشياء هي رسائل النصب والاحتيال التي لا تنتهي، لا أعلم لماذا تعاملني كأنني إنسان بدائي أتيت للتو من العصور الحجرية، وكنت قبل ساعتين أركض بين الجبال مؤتزراً قطعة جلد صغيرة تستر نصف عورتي، وحاملاً في إحدى يديَّ كرة صخرية وفي الأخرى عصا غليظة.
ليس هناك ما هو أجمل من أمان الله، والمؤسف أنني لم أجلس يوماً في «أمان الله» إلَّا وباغتتني نغمة رسائل هاتفي، فألتقطه بسرعة ظناً أنها رسالة عاجلة من المدير، أو توجيه صارم من أحد الوالدين «حفظهما الله» بتنفيذ شيء ما كانوا قد طلبوا مني تنفيذه قبل شهرين وأنا نسيت كالعادة، لكنها للأسف لم تكن يوماً رسالة من المدير أو حتى من كائن حي، بل من حاسوب غبي برمجه أحد الأغبياء على إرسال عروضه الغبية لأكبر عدد عشوائي من الأرقام، ويقال إن هذه العروض الغبية يمكنها أن تجيب على أسئلة حيرت العلماء وأنهكت عقولهم.
- لمعرفة السر الأهم لنجاح العلاقة الزوجية أرسل كلمة زواج إلى الرقم 1136 بـ100 ريال.
- لمعرفة معنى اسمك أرسل الاسم إلى الرقم 1136 بـ100 ريال.
- لمتابعة آخر أسعار البيض أرسل كلمة طبق أو بيضة إلى الرقم 1136 بـ500 ريال أسبوعياً.
- للحصول على غرائب وعجائب أرسل حرف غ إلى الرقم 1136 بـ500 ريال أسبوعياً.
وهاتان الأخيرتان يطلق عليهما استراتيجية النصب الأبدي، فإذا تهورت وأرسلت ما يريدون سوف تشيب وتموت وأولئك الأوغاد يخصمون عليك 500 ريال أسبوعياً، ولا سبيل لإلغاء الخدمة المحتالة.. المهم أنها أسئلة محيرة فعلاً، فلا أحد يدري بكم يبيعون طبق البيض، والزواج الناجح أصبح اليوم منعدماً وغير موجود أساساً.
أعتقد أنه بعد فترة قصيرة، ستذهب هذه الخدمات لاستغلال الحرب القائمة في اليمن، وسيكون مشروعاً مربحاً جداً.
في بداية العدوان كانت كل الكيانات المجرمة والعميلة تبرر قتل الأبرياء بحجة التواجد الإيراني في اليمن، بل كانوا يقولون إن السبب الرئيسي لشن عدوانهم هو محاربة المد الفارسي في اليمن، وكان جميعهم متفقين على أن الحوثيين يحصلون على دعم عسكري ولوجستي من إيران، وفي تلك الفترة لم تختلف «الجزيرة» القطرية مع «الحدث» السعودية على كلمة واحدة.
انقضى عامان من الصمود اليماني الذي أذهل الطغاة وأخلف ظنهم، دون أن تحقق الآليات والطائرات الأمريكية أبسط نصر أمام بندقية المجاهد اليمني، وبات فشل التحالف الكوني بآلته العسكرية أمام الغُبر الحفاة، حديث العالم، وكثف الباحثون والعلماء جهودهم سعياً لإيجاد سبب منطقي لما يحدث.
في تلك الأثناء شبت الخلافات بين البعران ونشأت الأزمة الخليجية وحصار قطر، فاستغلوا الأحداث لتغطية فشلهم وراحوا يتبادلون الاتهامات في ما بينهم، وذلك لأن شماعة إيران أصبحت مستهلكة وليست مقبولة لدى الناس.
قطر تتهم السعودية بدعم الحوثيين من تحت الطاولة، والسعودية ترد الصاع صاعين وتتهم قطر بأنها تدعم الإيرانيين والحوثيين على حدٍ سواء، ثم تستيقظ الإمارات محملة بطن من الاتهامات لقطر والسعودية وحكومة الفنادق.
ولما فاجأهم التصنيع الحربي بالطائرات والصواريخ اليمنية احتدمت المعركة بينهم أكثر، وكان يشتد وقعها مع كل ضربة تصيب هدفاً في مملكة الشر أو في الدويلة الزجاجية.
تقول الإمارات إن الضربة التي أحرقت مطار أبوظبي قبل عام تقريباً تمت بطائرات إيرانية وتواطؤ قطري سعودي، بينما تتحمل قطر دائماً مسؤولية الهجمات الإيرانية الحوثية على منشآت السعودية وقواعدها ومطاراتها.
أما الهجمة التي استهدفت معسكر الاستقبال التابع لمرتزقة حزب الإصلاح في مأرب، فهي بلا شك إماراتية أباً عن جد.
وعدن المحتلة أصبحت ساحة اقتتال بين انتقالي الإمارات ومرتزقة السعودية، والسبب أن كلا الطرفين يسعى لإفشال التحالف وتقديم الدعم للحوثيين.
نشرات الأخبار في قناة «الحدث» تسخر جهودها لفضح الدعم القطري للحوثيين، بينما تقول قناة «الجزيرة» إن هناك علاقات دبلوماسية خفية بين السعودية والإمارات وإيران، في حين يتحدث الإعلام الإماراتي عن تواطؤ حكومة الفنادق وحزب الإصلاح مع القوات الحوثية الانقلابية.. وهات يا عصيد!
جميعها ترهات وهلوسات تصيح بها أبواق الأنظمة العميلة لستر عورة فشلها الذريع، وكل ما في الأمر أن هناك رجالاً أشداء في اليمن توكلوا على الله وحطموا آمال تحالفهم الخبيثة، وهم يعلمون أن كل الضربات التي فتكت بهم مصدرها الوحيد الجيش اليمني ولجانه الشعبية.
ورغم هذا في حال استمر عدوانهم ربما تكون رسائل عام 2030 بهذا الشكل:
- لمعرفة من يدعم الحوثيين أرسل كلمة (شماعة) إلى الرقم 1136 بـ100 ريال.
- لمعرفة السبب وراء فشل التحالف أرسل كلمة (ليه كده) إلى الرقم 1136 بـ100 ريال.

أترك تعليقاً

التعليقات