لحن القول
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
سمعت قبل أيام عن وصول السفير السعودي إلى صنعاء لإجراء محادثات مباشرة، ثم دغدغت قلبي أخبار تداولها الناس عن تسليم المرتبات والاتفاق على فتح مطار صنعاء.
طبعاً هذا يعني انتصاراً سياسياً كبيراً لصنعاء، وبغض النظر عن صحتها أو خطئها، فإن تلك الأخبار جعلتني أشعر بالتفاؤل والاستبشار.
أنا على يقين من أن العدوان سينتهي قريباً، وبانتصار تاريخي لليمن الوحيد على مملكة الشر وتحالفها الكوني.
المهم.. في تلك اللحظة فكرت بما سيحدث بعد انتهاء الحرب، وكيف ستكون الأوضاع خصوصاً الاقتصادية.
سألت أخي عمرو عن رأيه: هل سيرتاح المواطن اليمني ويتنفس الصعداء، أم ستظل الأوضاع كما هي؟ فأجابني بجملة واحدة: كله على حسب الحكومة في ذلك الوقت...
وذكرني بما فعله “ونستون تشرشل” بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما قدم استقالته من رئاسة الحكومة البريطانية مدركاً أن مهمته قد انتهت، وأتاح الفرصة لتشكيل حكومة اقتصادية ذات خبرة وكفاءة لتنهض بالبلاد بعد الحرب التي خاضتها.
هذا هو التفكير السليم.. لكن عندنا من سابع المستحيلات أن يحصل موقف كهذا.
فمن العادات والتقاليد عندنا أن يتشبث الشخص بمنصبه حتى آخر يوم في حياته، وإذا توفاه الله يرث المنصبَ أحدُ أولاده.
في بلادنا الجميلة إذا حصل أحدهم على منصب عادي فإنه يتملكه بشكل نهائي، وينظر إليه كحق مكتسب لا جدال فيه.
فكيف سيقتنع شخص بهذه العقلية أن يقدم استقالته؟
فعلاً يا جماعة الخير، عندما أفكر في الموضوع ينتابني الإحباط، وبالذات حين أتأمل في الوضع الحالي والتعيينات العجيبة التي يتم اتخاذها.
فحكومتنا رعاها الله تحرص وبشدة على تهميش الكفاءات وأصحاب الخبرة والمهارة، وتمنح الأماكن المهمة لأشخاص لا يُعتمد عليهم في حراسة مدرسة..!
نحن بحاجة لعقول تفكر وتعمل وتبني، عقول تصلح ما أفسده وخربه العدوان، وليس عقولاً بحاجة لمن يصلحها.
هناك عقول عجيبة يتم تنصيبها لتحكم رقاب الناس، وهذا يحدث في مختلف الوزارات والمؤسسات والمحافظات، وكأن أصحاب الكفاءات منعدمون ومنقرضون.
مثلاً يا ناس.. هل يجوز تعيين شخص مثل “ع.ج” عضواً لمجلس الشورى؟
والمفجع أن الأمر سيتطور وسيتم تعيينه في أماكن حساسة وأكثر أهمية، وبرغم أن الجميع يعلم أن هذا الشخص ليس كفؤاً لإدارة عربية بطاط، فما بالكم بمنصب حكومي مهم.
بكل وقاحة يكتب منشوراً في تويتر بأنه سيمنح ابنه للسيد القائد! أي عقلية هذه ستبني بلداً؟
قائد الثورة لا يحتاج أمثال هذه العقليات، بل يحتاج إلى من يعمل ثورة زراعية وصناعية وفكرية وأخلاقية.
هذه العقليات تخدم العدو ولا تخدم الوطن في شيء، ولن تستطيع أن تقدم لهذا الشعب شيئاً سوى لحن القول والتمسح للوصول إلى مآربها.
المهم.. نحن لا نريد “تشرشل” بفكره الصهيوني، فلدينا علم هدى يحمل هم أمة بأكملها، بل نريد شخصيات تترجم الرؤى التي يطرحها قائد الثورة على أرض الواقع، وتعمل بصدق لخدمة هذا الشعب.. هل سنعيش هذا الحلم؟

أترك تعليقاً

التعليقات