ركزوا قليلاً..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
يذهلني بعض الأطفال بفطنتهم وحذاقتهم، أولئك الذين يختارون الكلمات المناسبة إذا تحدثوا مع الآخرين، ويلتزمون الصمت إن لم يجدوا حاجة للكلام.
صديقي لديه طفل لا يتجاوز عمره الثانية عشرة تقريباً، لكنه يمتلك من الفطنة والحذاقة ما يمتلكه أذكى البالغين.
نعم هو طفل.. لكنه دقيق في اختيار كلماته، لا يتكلم إن لم تكن هناك حاجة للكلام، ولا يحكي لأصدقائه ما يدور في بيتهم كما يفعل معظم الأطفال، فهو يدرك أن هناك خصوصيات لا يجوز إعلانها لعامة الناس.
عندما أراه يتحدث.. كم أشعر بالحسرة وأتمنى لو كان مسؤولونا يمتلكون ربع حذاقته ليكفوا عن إطلاق تلك التصريحات الحمقاء التي لا ينطق بها شخص عاقل.
فعلاً هناك مسؤولون لا يعرفون كيف يتحدثون، ودائماً يضعوننا في مواقف محرجة أمام الآخرين.
على سبيل المثال شاهدت مقابلة تلفزيونية للأخ وكيل هيئة الزكاة، للحديث عن أعمال الهيئة والمشاريع التي تقوم بها.
بشكل عام كانت المقابلة جميلة.. حتى قال وكيل الهيئة للمذيع: إن الزكاة لم تصل إلى أيدي الفقراء والمساكين منذ عهد رسول الله مطلقاً إلا في أيامنا هذه.
بقي القليل ويقول منذ عهد أبينا آدم عليه السلام..!
يعني بالله عليكم يا هيئة الزكاة هل هذا تصريح منطقي، وما الداعي لهذا الكلام أصلاً؟
ذلك التصريح أصبح موضوعاً للسخرية عند الكبير والصغير.
المهم حاولت أن أنسى الأمر، ولم يكد يمر أسبوع حتى ظهر تصريح أسوأ وأكثر كارثية.
التقيت بصديق ليس محسوباً على أي طرف، وهو يعرف أنني “حوثي” حتى النخاع، وفجأة أراني مقطع فيديو لوزير الإعلام الأخ ضيف الله الشامي.
بالتأكيد معظمكم شاهد الفيديو، ويعرف قصة المرأة الخليجية التي جثت على ركبتيها لتقبل أقدامه..!
والله العظيم إنني شعرت بكمية رهيبة من الإحراج، لم أجد طريقة لتبرير هذا الكلام، وشعرت بحرارة تلفح رأسي من شدة الإحراج.
ما هذا الكلام العجيب؟
كيف استطاع أن يقولها أمام الناس دون أن يشعر بالإحراج.
البعض سيلومنا ويقول إن العدو أخرج هذا الفيديو في هذا التوقيت للتغطية على أخبار أخرى، وسيتهمنا بالانجرار وراء مخططات العدو وهجماته الإعلامية.
طيب لماذا لا تلوموا من يطلق هذه التصريحات ويمنح العدو مواد إعلامية بالمجان؟
وزير الإعلام ليس كأي مسؤول، ويفترض أنه يحسب حساب كل كلمة، وتكون حساباته دقيقة جداً.
أرجوكم يا مسؤولينا الأفاضل.. ركزوا قليلاً.
وتحلوا ببعض الفطنة والذكاء، لكي لا تحرجوا أنفسكم وتحرجونا معكم.

أترك تعليقاً

التعليقات